“وين” ؟!
مع كل صباح أزمة جديدة يعاني من تبعاتها المواطنون . فبعيداً عن صعوبة الحصول على ربطة الخبز ظهر الحديث حول أزمة تأخير في توزيع مادة مازوت التدفئة .لا أحد يعرف متى سيبدأ معنيو ” محروقات ” بتوزيع مخصصات الأسر منها ، بعد تسلّل برد الشتاء القاسي ليس إلى منازل تلك الأسر فقط بل إلى أجساد أفرادها المتعبة ،أجساد أعياها الجري وراء تأمين بعض من احتياجات ضرورية , ولم تظفر منها إلا بالنذر اليسير أمام سيل متدفق من التخدير والوعود من بعض الجهات المعنية ، وماذا حصل ..؟ هل قدمت تلك الجهات ما يلزم للمواطن المطلوب منه الالتزام بإجراءات احترازية منعاً لانتشار الوباء ؟ وفوق ذلك كله تأخير ومماطلة ، ولا من مجيب يؤكد الحقيقة المرة بأن هناك نقصاً بالمادة ،وقد يكون الموضوع برمته تسويفاً ولعباً على أوجاع هؤلاء الغلابى ،وما عليهم سوى متابعة تطبيق ” وين ” الإلكتروني بانتظار موعد ربما لن يحين لتزويدهم بالمادة .
غريب أمر “محروقات” بحق ! لماذا تعلن أنها ستوزع مازوت التدفئة بالمواعيد المحددة وأن الكميات متوافرة وستوزعها حسب الدور ، لنجد أن الوقت يمرّ بلا أي جديد ، وما زاد من مخاوف الحالمين بليتر مازوت مشاهدتهم أعداد الآليات المنتظرة أمام محطات تعبئة المازوت وشح المادة ،ويتساءلون هل ستزودنا “محروقات” بالمادة ،أم ستنسى كما تناست مخصصات الدفعة الثانية من العام الماضي ..؟!
التعامل بشفافية مع المواطنين ووضعهم بصورة الوضع والإجراءات والمواعيد بأريحية يخفف من مخاوف الحالمين ببعض الليترات من المادة ، وربما يتعاطون بإيجابية وينظرون بعين التقدير لأي ظروف طارئة تعترض عمل الجهات المعنية , فمن تحمّل وتعايش مع ظروف الحرب وصبر لسنوات مقدّراً ظروف بلده يمكن أن ينتظر لفترات إضافية أيضاً حين يلمس مصداقية من تلك الجهات ويلتمس لها العذر . فإلى متى ستبقى بعض الجهات المعنية تتعامل مع المواطن بغموض ومبررات وأغلب الأحيان بالصمت وكأنه غير معني بما تتخذه من إجراءات تتعلق بمستلزماته المعيشية, ليبقى دوره تلقي وتنفيذ إملاءاتها أو حتى تجاربها التي أثبت الكثير منها قصوراً في المعالجة وأظهر تخبطاً حين الانتقال لتطبيقه على أرض الواقع ؟ فهل سنرى شيئاً من الشفافية من بعض جهاتنا مع مواطن أمسى يائساً حتى من الشكوى ؟!