أجمع المشاركون في مؤتمر اللاجئين على ضرورة وأهمية عودة جميع اللاجئين، بعيداً عن التسييس والابتزاز.
ويتقاطع هذا الإجماع، مع موقف سوري واضح لا لبس فيه، يعتبر قضية اللاجئين وطنية إنسانية بآن معاً، يجب العمل لإنهائها بشكل يضمن عودة آمنة ولائقة لكل سوري اضطرته ظروف الحرب على بلاده وجرائم الإرهابيين إلى ترك دياره.
الأغلبية الساحقة من السوريين في الخارج، يرغبون بالعودة، ويتمنون ذلك، لأنهم ومهما كانت ظروف العيش في بلاد الهجرة، يرفضون أن يكونوا مجرد أرقام على لوائح الاستثمار السياسي.
لا يخفى على أحد، أن الكثير من الدول التي قاطعت المؤتمر، واتخذت مواقف مسبقة منه، إنما عملت ذلك لأسباب سياسية محضة، ولا علاقة لها البتة مع ما تدعيه وتروجه من أكاذيب.
وحقاً لو كانت “حريصة” على اللاجئين كما تزعم، و”حريصة” أيضاً، على تطبيق القانون الدولي والإنساني، لكانت من أوائل الداعمين لعودة اللاجئين، ووقف استغلال وجودهم على أراضيها سياسياً ومالياً.
كيف يستوي اللامنطق الغربي الرافض لعودة اللاجئين، مع استمرار دعم الإرهاب، والمضي في سياسات من شأنها إطالة أمد الأزمة وإبقاء احتلال أراض سورية وسرقة خيراتها؟
إن ما يحصل في مخيمات اللجوء كالهول والركبان يندى له الجبين الإنساني، حيث يتم ابتزاز من هم في المخيم على يد التنظيمات الإرهابية، لتجنيدهم واستثمارهم كمرتزقة، أو ابتزازهم بسلات غذائية لا تغني من جوع كي يجري “مبازرة” أمرهم سياسياً.
أيضاً كيف يستوي اللامنطق في اتهام الدولة السورية زوراً وبهتاناً، “بالتقصير” في موضوع تأمين الخدمات الأساسية لعودة اللاجئين في ظل “العقوبات” الخانقة التي حرمت السوريين جميعهم من أبسط مقومات العيش، وطالتهم بخبزهم وحبة دوائهم ووسائل تدفئتهم؟
لقد فات من حاول وضع العصي في عجلات المؤتمر، وحرّض، أن سورية لم تكن يوماً مصدّرة للّجوء، بل كانت حاضنة ومستقبلة، ليس في مخيمات البؤس والذل، بل في بيوتها، حيث لم يشعر أي من الذين لجؤوا إلى سورية عبر تاريخها الحديث أنهم غرباء، أو أرقام، إنما لهم ما للسوريين من حقوق وطبابة وتعليم وغير ذلك.. ويتذكر هذا أشقاؤنا الفلسطينيون واللبنانيون والعراقيون وغيرهم مع التشديد على أنه لا منّة لنا عليهم لأنهم أشقاء، ولا أحد في العالم كله يستطيع المزاودة على سورية وشعبها في موضوع استضافة الآخرين وتأمين ما يلزم لهم، وكثر ممن عاشوا في سورية وعادوا إلى بلادهم بعد زوال الأسباب التي كانت سبباً في هجرتهم، تبوؤوا مناصب رفيعة ويستذكرون بكل نبل ما قدمت لهم سورية.