قبل ومع فوز المرشح «الديموقراطي» جو بايدن على «الجمهوري» دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تابع العالم مسلسل هذه الانتخابات من دون الشعور بالمتعة أو الفائدة مع موجات متلاحقة من الألفاظ والمصطلحات السوقية التي واظب على تبادلها ترامب وبايدن والتي تشعر المتابع بأنه لا يتابع حدثاً ديمقراطياً في دولة تدعي «رعايتها الحصرية» لها في أمريكا وفي العالم وإنما في سوق لبيع الحمام المسروق، وبالتالي بتنا نسمع بسرقة الانتخابات والتزوير والاتهام المتبادل بالكذب ، لكن ما يضع العقل في الكف أن يتم الإعلان عن حظر جوي فوق المنطقة التي يسكن فيها بايدن ، وبهذا المعنى قد يتطور الأمر من تبادل الألفاظ النابية إلى احتمالات التصفية عبر قصف جوي قد يأمر به ترامب لخصمه ، خاصة أن ترامب يعدّ من أصحاب السوابق في هذا المجال بعد أن اعترف «والاعتراف سيد الأدلة» بأنه كان ينوي «استهداف» الرئيس بشار الأسد بغارة جوية لولا معارضة وزير دفاعه آنذاك، وأن احتمالات تصفية بايدن ليست مستبعدة
لقد كشفت الانتخابات الرئاسية الأمريكية كل الزيف الذي كانوا يُوهمون العالم به، وأن أمريكا التي أفشلت معظم التجارب الديمقراطية حول العالم، ودعمت الأنظمة الظلامية المتخلفة، ونفذت مئات الاغتيالات لمسؤولين خارج أمريكا بدأت بنقل هذه الاستراتيجية القذرة إلى أمريكا ذاتها، وهذا ما يجعل البشرية بعيدة كل البعد عن التفاؤل بمستقبل العلاقات الدولية ومصير الأمن والسلم الدوليين، وذلك من هول الفاجعة الديمقراطية التي تنقلها آلاف وسائل الإعلام على مدار الساعة
لقد ارتكبت أمريكا ومازالت ترتكب كل أنواع الفظائع بحق الشعوب وأفشلت كل المراهنات على تحسّن السياسة الخارجية عبر تبادل السلطة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، لكن مجريات الانتخابات الرئاسية الحالية تجعل القلق واقعياً ومشروعاً من الانتقال إلى الأسوأ إن لم تجد الإدارة الأمريكية الجديدة تحالفات دولية تقف في مواجهة هذا الجنون والتهور والاستهتار الذي بات يهدد خصوم أمريكا وحلفاءها على حد سواء