لإنقاذ السعودية!

لا ندري كم من الجرائم يجب أن يرتكبها العدوان السعودي بحق اليمنيين حتى يُثبَت إجرامه، ولا ندري كم سيطول العدوان وحصاره ودماره وانتشار الأمراض بسببه، حتى تُدرك الأمم المتحدة مسؤولية العدوان السعودي عما يحدث في اليمن منذ ست سنوات وإلى اليوم ولا نعلم إلى متى، ولكن كل ما نعلمه وبشكل لا يقبل الشك أن صمت الأمم المتحدة يساهم في تفاقم المأساة اليمنية.
هناك الكثيرون ممن يرون أن الأمم المتحدة تنفذ الأجندة السعودية في الشق المتعلق باليمن، ومن ثم لن يكون مستغرباً أن تسعى الأمم المتحدة عبر مبعوثها إلى اليمن مارتن غريفيث إلى إخلاء السعودية من مسؤوليتها من دماء اليمنيين وذلك عبر بنود مسودة “الإعلان المشترك” لوقف إطلاق النار والتي حاول غريفيث خلالها تصنيف الحرب على اليمن “كحرب داخلية”!.
وإزاء ذلك، لا بد من التساؤل:هل ما يهم الأمم المتحدة هو إنقاذ السعودية على حساب الشعب اليمني؟ فعندما يكون تحالف العدوان في مأزق -مأزق مأرب- تأتي الأطراف الخارجية لإنقاذه، فالأمم المتحدة ممثلة بغريفيث باليمن تسعى في العلن لمسارات سياسية والبحث عن حلول لدواعٍ “إنسانية”، لكن بات واضحاً أن ذلك مشروطاً بأن لا تؤدي تلك المسارات إلى أي تنازل من “تحالف” العدوان، ودون ترجيح كفة حركة “أنصار الله” اليمنية على كفة العدوان بل محاولة تحميل مسؤولية العدوان للحركة وغيرها من الأطراف المحلية حتى ليبدو الأمر كأنه “حرب أهلية”!.
يعمد المبعوث الأممي بخطوته هذه إلى تشويه وتزوير الحقائق إذ لا يعقل حصر الحرب بأنها داخلية لأن هناك أطرافاً متقاتلة صحيح أنها من أبناء البلد لكنها محسوبة على تحالف العدوان متعددة الولاءات وكثيراً ما كان تناحرها خدمة لتنفيذ أجندة أحد أطراف العدوان المحسوبة عليه قلباً وقالباً.
بتتبع مسار العدوان فإن الأمم المتحدة لم تُسجل خرقاً لمصلحة أبناء اليمن، وإن سجلت فتأتي دائماً كمناورات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه كُرمى “تحالف” العدوان فلا الحصار انتهى ولا العدوان خفف من عدوانيته، ربما الخرق الوحيد كان في ملف الأسرى الذي أتى برعاية أممية، حتى هذا الخرق عده الكثيرون مناورة لإنزال السعودية عن “الشجرة العالية”.
كم دفعت السعودية ثمناً لتبييض صفحتها؟ أي ما المقابل الذي جعل الأمم المتحدة تواصل غض النظر عن الجرائم السعودية؟ ولماذا تعمل الأمم المتحدة بما يدفعها إلى أن تصبح منظمة غير موثوق بها؟ ربما كلمة السر تكمن في أمريكا وما تريده أمريكا وربما “حلب” السعودية لم ينته.
إذاً كل الذرائع الإنسانية التي تتحدث عنها الأمم المتحدة اتضح زيفها، فيبدو أن الحقيقة كامنة في إنقاذ السعودية و”تحالفها” العدواني فقط.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار