بدأ الغيث أمس مع بداية شهر تشرين الثاني مجلجلاً بالرعود والبرق وأمطار غزيرة.. عسى أن تكون فاتحة خير لفصل مطير يحمل معه الفرج الكبير لشريحة واسعة من المواطنين ترزح تحت خط الفقر بمسافات شاسعة لم يسبق لها مثيل.. عشر سنوات من الحرب مع عشر سنوات جائرة من الحصار وما بينهما من خروج أراضٍ زراعية كثيرة من الخدمة ومعامل ومنشآت صناعية وحرفية وسياحية خرج الكثير منها من الخدمة بسبب الارهاب وما تبقى منها يعاني في غرف الإنعاش .. ومع النقص الشديد في المحروقات والمواد الغذائية الاستراتيجية يبقى أملنا كبيراً في قطاعنا الزراعي في المستقبل بأن هذا القطاع هو القطاع الاقتصادي الأم ومفتاح لجميع القطاعات الاقتصادية الأخرى .. ففتح أراضٍ زراعية جديدة ودعمها وتسهيل الزراعة لأصحابها يعني إنتاجاً أكثر من المحاصيل الاستراتيجية والخضر والفواكه ودعم هذا القطاع لا يقتصر على الزراعة وإنما لابد من دعم للثروة الحيوانية الشق الثاني للزراعة ، فانتعاش القطاعين الزراعي والحيواني يعني عودة الحياة تدريجياً إلى اقتصادنا الذي يعاني ما يعانيه من ضعف وخمول وتراجع مستمر.. ومن أهم مقومات دعم الزراعة العمل الدؤوب على تأمين مستلزماتها بشتى السبل من المحروقات والأسمدة والبذور ويجب ألا تقتصر الإجراءات الحكومية على حلولها الإسعافية كزيادة الأسعار وخفض مدد تسليم المواد الاستراتيجية وغيرها من هذه الحلول.. ولابد من الاعتماد على معالجات جذرية واستراتيجية تتماشى مع واقع الحال الذي وصلنا إليه للعمل على تجاوزه بشكل علمي ومدروس لا بشكل عشوائي وإسعافي تكون نتائجه لفترة قريبة ثم تعود الأوضاع إلى أسوأ ما كانت عليه.. وكل ما ذكرناه يتطلب منا جميعاً التعاون الكبير والتخفيف من حدة النقد لبعضنا الآخر وقلة الكلام وكثرة العمل..
فهناك دول كثيرة تعرضت لأسوأ مما نمر به ولكن بتعاونها وتخطيطها السليم أصبح دخل المواطن فيها من أكبر الدخول على مستوى العالم ولايتسع المجال لذكرها……… ودمتم.