الله (يجيرنا)…!!
ما أكثر التصريحات التي ترددت على مسامعنا مؤخراً من جهات معنية وُجدت لخدمة الوطن والمواطن، وما أكثر الوعود بانفراجات قادمة وحلول جذرية لمشكلات ذاق المواطن منها الأمرّين ,ليرى منعكساتها كارثية وقد ضيقت الخناق عليه أكثر مما يمكن تحمله , حتى بات مع كل كلمة يسمعها من مسؤول يضع يده على قلبه خوفاً من العواقب المنتظرة .
في كل مرة نرى هذا المسؤول أو ذاك لا ينقصه إلا أن يحلف ويقسم الأيمان بأنه لا ارتفاع على أسعار مادة معينة لنكتشف وبعد فترة قصيرة أن ذلك كان تمهيداً لرفع أسعارها ! .
و مع تصريح وزير الكهرباء مؤخرأً بأن الوزارة تعمل على رفع الطاقة الإنتاجية وأن تعديل أو زيادة التعرفة للكهرباء غير مطروحة، وفي حال درست سيتم تحييد الشرائح الأولى , لم يستبشر معظم المواطنين خيراً وحضّروا أنفسهم لزيادة قادمة في أسعارها تلقائياً. فقد اعتادوا على ذلك بعد كل تصريح وأصبحوا خبراء في فهم المقصود جيداً وذلك مردّه إلى انعدام ثقة المواطن بالجهات المعنية التي كانت السبب في انعدام تلك الثقة .
وليس بعيداً عن موضوع التصريحات، كثيراً ما أكدت الجهات المعنية في المحافظات أنها قامت بالإجراءات اللازمة تداركاً لأي فيضانات قد تحدث خلال فصل الشتاء، لنرى ومع أول سقوط للأمطار أمس أن القناع سقط عن زيف كلامها، والشواهد كثيرة.. حيث تقطعت السبل بالمواطنين الذين باتوا مضطرين في بعض المناطق للذهاب سيراً على الأقدام في شوارع غدت أنهاراً وبركاً من الطين لعدم تمكن آليات النقل من الخوض والغوص في تلك البرك . علماً أنها ليست المرة الأولى التي تحصل فيها أمور كهذه. والمضحك أنه مع كل شتاء نرى المعنيين متفاجئين بحدوث الأمطار وعواقبها توازياً مع تقصيرهم طوال العام !! .
وهنا نقول: إلى متى ستبقى تلك الجهات تماطل كيفما تشاء وتسوّق لنفسها على أنها تعمل بعيداً عمن يراقب نسب تنفيذها لمشاريعها وواجباتها، وإلى متى سيبقى المواطن يتحمّل نتائج تقصيرها ؟ ألم يحن الوقت ليرى انفراجاً في جانب من معيشته أم كتب عليه زيادة جرعة الصبر تدريجياً ؟! .
رحمة به … كفى تصريحات وخطباً , أجارنا الله منها، فالمرحلة تتطلب الأفعال لا الأقوال !!.