بيغ بن
تبدأ العائلة يومها بالإفطار، إلا أن هذه العبارة ليست دقيقة، فوجود الإفطار دليل على أن هناك من بدأ يومه في إعداد الإفطار قبل أن تبدأ العائلة يومها، كما أن المرتبط بموعد عمل أو دراسة فإنه إن لم يكن صاحب القرار في تحديد موعد الإفطار، فإنه سيأخذ لقمة “على الماشي” ثم يمضي إلى موعده خارج المنزل، وهكذا يتكرر المشهد مع الباقي!، والذي قد يتكرر في وقت الغداء، مع فارق أن هناك شخصاً يحضر، قد يكون رب الأسرة، وقد يكون ضيفاً، ولكن لنتجاوز موضوع التسمية سنسميه “الحاضر”، فتنتظر العائلة قدومه أو وجوده لتعلن أو يعلن هو نهاية وقت العمل، وعودة العائلة إلى ركنها.
كما في العوائل كذلك في الدول وفي الأمم أيضاً، وفي مجالات عديدة هناك مواعيد عالمية تعبر عن أوقات بداية العمل ونهايته، أو وقت حصاد سنوي، تدور فيه الأمم والشعوب كما تدور العوائل في ميادين الحياة، ولكن الأمر الملتبس في شأن الأمم هو معرفة من هو هذا “الحاضر”؟، هذا “الحاضر” الذي تسير كل الأمم على توقيته، وإن كان الحاضر في الأسرة يقبل أن يأخذ أحد أفراد أسرته “لقمة”، فهل سيقبل حاضر الدول والأمم، أن تؤخذ هذه اللقمة؟.
وإن كانت للرياضات دوراتها التي تتكرر كل أربعة أعوام مثلاً، يستعد من يستعد فيها لاستحقاق قادم، فهل في السياسة والثقافة والمجتمع والتاريخ، من دورات يأخذ فيها من استعد حقه من الاستحقاق؟ هل تعبّر الحروب عن هذه الدورات مثلاً؟.
لن ينتظر أحد أمة حتى تنهي استعدادها، أو أن تستيقظ، فـ”من نام لم ينم عنه” كما قال الإمام علي، وبينما نحن نيام هناك من يكتب سيناريوهات على التاريخ أن يخرجها وعلى باقي الأمم أن تلعب دورها فيها، كاتب السيناريو هو الحاضر، والسيناريو هو ما نسميه في بلداننا “المؤامرة” والتي هي مرادفة من مرادفات “plot” التي تعني الحبكة!، ربما نحلم أو نتوهم أن يأخذ أحد السيناريو الذي كتبه “كومبارس”!.
الأمر ليس خطأ زمنياً كما هو عند الشجرة، وليس عفوياً كما يبدو الأمر في الغابات أو في الأسرة!.