بعد النكبات التي يحملها أيلول سنوياً من تأمين مستلزمات المدارس كالثياب والقرطاسية والكتب, مروراً بـ«المكدوس» كأول بند على قائمة «المونة» لدى السوريين وبانتظار الزيتون والزيت واستكمال الفقرات المتبقية كلها لكونه الحد الفاصل بين إنتاج الصيف واستهلاك الشتاء؛ فقد وفدت مع هذا الشهر (نكبة) البنزين المتدحرجة من سنوات سابقة وأشهر سابقة أيضاً، أي إن أزمات المحروقات بشكل عام لا تنحصر في شهر واحد مثل النكبات التي يحملها أيلول في الغالب كل عام
ورغم أنها, أي أزمة المحروقات بشكل عام والبنزين بشكل خاص, تتكرر كل عام, فهذا (التكرار) لم يعلّم أحداً طريقة الحل ويحصل بالتالي على براءة اختراع تؤهله الدخول في كل المسابقات.. «امسح واربح» مثلاً، أو «بنزينك ببلاش»، أو «مازوتك الأبيض ليومك البارد» .. و«البطاقة على الباب، أو رحلة البوابير لفكفكة الطوابير».. هي مسابقات مقترحة يمكن أن يجترع منها أصحاب القرار حلولاً لكل أزمات المحروقات التي تدخل حياتنا من دون إنذار وتخرج منها بتصريح فاقع يبشّرنا بانفراج قد يتأخر قليلاً، وهي عناوين غير ملزمة مادام لا يريد أن يتعلم حتى الآن من التكرار.
مع أزمة البنزين تسللت أزمات كثيرة الى حياتنا اليومية, فقد صار التنقل حصراً بالسرافيس، وهذا كافٍ لنقل مئة مرض ومرض، وابتزاز الركاب الذين هم في الغالب من ذوي الدخل المحدود أو الطلاب وزيادة أسعار التنقل في سيارات الأجرة بشكل كبير، وإذا سألت: لماذا؟
فـ«الغالون» في السوق السوداء بـ (40) ألف ليرة، وتجارة «الغالون» رائجة ورابحة، بل ومتهمة بأنها سبب أزمة البنزين
هكذا -وبكل بساطة- لا يوجد نقص في المادة، وهي غير متأثرة بعمرة مصفاة بانياس, فزيادة الطلب وتجارة «الغالون» على أوتستراد حمص هي التي تمتص كل البنزين الموجود في كل المحافظات ليباع في السوق السوداء!
مجنون يحكي.. إذا كانت تجارة «الغالون» هي وراء أزمة البنزين، وأنتم من شخّصها؛ فماذا فعلتم، وكيف تعاملتم مع هذا الإجرام الاقتصادي ؟
رغم كل ذلك مازالت هذه التجارة ناشطة وعلى عيونكم أنتم يا«تجار»!