الماء يكذب الغطاس
كتبنا في زاوية سابقة تحت عنوان “ريشة زيادة” عن المسرحية الاستفزازية التي تحدث يومياً على محطات الوقود في اللاذقية وسط الازدحام الشديد والطوابير الطويلة،حيث يقوم البعض بالدخول بشكل معاكس ومخالف في مقدمة الدور وتعبئة خزانات سياراتهم خلال دقائق وأمام مرأى الجميع الذين ينتظرون لساعات طويلة وذلك بالتواطؤ والاتفاق مع أصحاب المحطات والمعنيين بتنظيم الدور ضاربين عرض الحائط بمشاعر الناس.
والجميل أن المحافظ أبدى الاهتمام فقام بجولة على بعض محطات الوقود وتأكد بنفسه من التجاوزات والخروقات ، وبناء عليه قام بالإيعاز لمديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك والوحدات الشرطية المكلفة بحفظ النظام على المحطات بعدم السماح لهذه الآليات بالدخول بشكل معاكس لأيّ كان دون استثناء لأحد سواء جهة عامة أو أفراد ..
أعتقد أن الكلام واضح ولا يحتاج إلى تفسير، وكل من يخالف تسحب بطاقته المخصصة للوقود،حتى هنا الكلام جميل ورائع.
عضو المكتب التنفيذي لقطاع التجارة الداخلية أكد أن فرع التجارة الداخلية وحماية المستهلك والوحدات الشرطية تقوم بدورها بحفظ النظام وعدم تجاوز الدور مشيراً إلى أنه لم يتم سحب أي بطاقة نتيجة التزام أصحاب السيارات بالدور وهنا تكمن المفارقة،فالواقع يثبت عكس ذلك وأن المسؤولين عن تنظيم الدور على المحطات هم وراء كل ما يحدث من فوضى .. من خلال سماحهم للمعارف والأقارب وأصحاب الحظوة والنفوذ بالدخول بشكل مخالف ومعاكس للدور، لذلك نأمل ألا يكتفي المسؤولون بإصدار التوجيهات فقط بل متابعة تنفيذها بشكل حقيقي، وأن ينزلوا من برجهم العاجي و ينطلقوا من أرض الواقع وألايكتفوا بالمسرحيات التي تُدار أمامهم ويحضّر لها مسبقاً حيث تفرش الطرقات بالورود وتغطي العيوب بغشاوة من الجمال لا تلبث أن تزول بعد ذهاب المسؤولين،فالواقع خير دليل و المياه تكذب الغطاس.
فهنالك الكثير من الناس الذين يركنون سياراتهم أمام محطات الوقود قبل يوم، ويضطرون للنوم فيها بانتظار دورهم والكثير من هؤلاء يعودون خالي الوفاض وبخفي حنين بسبب عدم احترام الدور، وتذهب كميات كبيرة من الوقود لهؤلاء الذين يخرقون الدور والذوق والآداب ، وهذا ما يسبب يومياً الكثير من المشكلات والمشاجرات تصل إلى الاشتباك بالأيدي وقد تنزلق الأمور إلى ما لا يحمد عقباه.