لفت انتباهي خلال مناقشة محافظ ريف دمشق مع رؤساء المجالس المحلية في ناحية الكسوة البالغ عدد مجالسها المحلية 10 مجالس، إضافة إلى بعض القرى الصغيرة بأن هذه المنطقة تحتاج إلى اعتمادات تفوق ال 10 مليارات ليرة لتلبية احتياجات البنى التحتية والمرافق العامة وشبكات الخدمات على الرغم من أن هذه الناحية لم تتعرض إلى أذى كبير ولا تزال خدماتها جيدة عدا عن بلديتي الطيبة والدير خبية بينما موازنة محافظة ريف دمشق تكاد تصل إلى الرقم المذكور … هذه المفارقة تبين أهمية التعاون ما بين المجتمعات المحلية والفعاليات الاقتصادية والجمعيات والمنظمات الداعمة للتشارك والتعاون مع المحافظة ومجالسها المحلية حتى تعود الخدمات بشكل أسرع إلى الحدود المقبولة… و لا يكفي توجيه الانتقادات بشكل مستمر دون المساهمة بأي أعمال أو تشارك لتجاوز هذه الصعوبات، فالمواطن الذي يكتفي بآلية النقد دون أن يتقيّد بالأنظمة والقوانين فهو لا يساهم ولا يفيد بشيء والمشكلة أن لدينا مئات الآلاف من المنتقدين ومثلهم صامتون لا يقدمون شيئاً وبضع عشرات من المتعاونين لتجاوز هذه المحنة والصعوبات وما يزيد الأمر سوءاً وسائل التواصل الاجتماعي التي تقدم هذه الانتقادات والاعتراضات مجاناً وبسرعة كبيرة… وهذا لا يعني أننا لسنا مع النقد ولكننا نتمنى أن يكون النقد بناءً بحيث يدرك الناقد ما له وما عليه وما هي الخيارات المتاحة والاعتمادات المتوافرة
والضغوط الموضوعة والحصارات المستمرة والأولويات بعد عشر سنوات من الحرب الجائرة تعرضت لها البلاد. والمطلوب هو أن ندرك جميعاً الأعمال و المشاريع المطلوبة والإمكانات و الاعتمادات المتوافرة لهذه المشاريع فإعادة تأهيل الغوطة الشرقية بحاجة إلى اعتمادات تفوق ال 500 مليار ليرة وهي عبارة عن منطقة واحدة من أصل 9 مناطق تتبع لريف دمشق وقس على ذلك أغلبية المحافظات… كل ما نتمناه هو أن ننخرط جميعاً بإعادة تأهيل وطننا بعيداً عن الكلام الذي لا يقدم ولا يؤخر، علماً أن رعاية شجرة هو نوع من التعاون ووضع أكياس القمامة في الحاوية هو نوع من التعاون والحفاظ على الأرصفة والطرقات والشوارع هو نوع من التعاون وإزالة الأذى عن الطرقات هو نوع من التعاون والتربية الصالحة للأولاد هي أساس التعاون…والانتقادات يجب أن تنسجم مع حجم الموجودات والاعتمادات ..والنقد السلبي هو نقد هدام ويدعو لليأس وعدم الشروع…ودمتم .