يطالب الأميركيون المتحدثة باسم البيت الأبيض كيلي ماكناني، بعدما قالت إن الرئيس ترامب “لم يكذب على الأميركيين” منذ دخل البيت الأبيض، بتعقيب على ما نشر من مضمون تسجيلات الكاتب بوب ودوورد التي أعترف فيها ترامب إنه قلل من خطر وباء كورونا في البداية، لأنه اعتبر الوباء (خدعة من الحزب الديمقراطي) ضده. وفي شرحه لموقفه المضلل, أورد في التسجيلات أنه قال في بداية كورونا إنه ليس إلا أنفلونزا ستذهب مع قدوم الفصل الدافئ, تفادياً لوقوع الشعب في هلع قاتل..”و بما أنه أعترف, أنه رغم تأكده من خطورة الوباء، هون من الأمر و تعامل معه باعتباره أمراً بسيطاً و”طارئاً”.
ترامب بالتسجيلات اعترف أنه كذب على الأميركيين. بينما المتحدثة باسمه ماكناني تقول تعقيباً على ما في التسجيلات إن ترامب “لم يكذب أبداً”، أي إنها (تكذب على الكذب)، وهي التي وعدت الصحفيين عندما تولت منصبها أنها “لن تكذب عليهم أبداً”.
ويعتبر قانونيون, أن تهوين ترامب من خطر الوباء في البداية. كان بمثابة إهمال قاتل تسبب بقتل مئات الآلاف بسبب كورونا، الذي كان من الممكن تفاديه ومقاومته, لو أعترف ترامب, منذ البداية, بأنه وباء خطير. وبذلك يصبح ترامب في هذه القضية, قاتلاً لمئات الآلاف من الأميركيين بالكورونا. وهو يعترف بتسجيلاته لودوورد؛ والاعتراف سيد الأدلة.
هناك من يعتبر أن مسؤولية ودوورد ليست أقل من مسؤولية ترامب. لأنه سكت عما اعترف به ترامب له بالتسجيلات. وكان على الكاتب ودوورد لحظة معرفته أن ترامب يخفي أو أخفى عن الشعب حقيقة الوباء، أن يعلن الحقيقة ويبلغ الشعب بما فعله ويفعله ترامب تجاه خطورة الوباء.
وكثيرون يهاجمون ودوورد أنه فضل الاحتفاظ بما في التسجيلات كي يخرجها في الوقت المناسب في كتاب, يحقق له أفضل المبيعات، أي إنه فضل مكاسب تجارية, على مسؤوليته بإبلاغ الحقيقة للأميركيين, خاصة أنها تتعلق بحياة مئات الآلاف..
بالنتيجة, نحن أمام رئيس يكذب على شعبه في أخطر مجال, ويمارس الإهمال القاتل الذي تسبب بموت مئات الآلاف.. بل أكثر من ذلك تلمعه المتحدثة باسمه بقولها إنه “لم يكذب أبداً”, بينما هو يعترف أنه كذاب؛ أنها تكذب على الكذب.
كما أن في القضية كاتباً مرموقاً, يفضل إخفاء الحقيقة عن الشعب، طمعاً بتحقيق مكاسب وأرباح مالية أكبر.. فعلاً هي (متلازمة ترامب) تقتل شعبها بالإهمال, وتدنس موته بالكذب, وإخفاء الحقائق.. فهل من شعب “متحضر فعلاً” يُعيد انتخاب مثل هذه المتلازمة القاتلة لرئاسة أميركا..!