إدارة مختلفة فقط
تحولت «الكازيات» إلى مرائب للسيارات منذ مطلع هذا الشهر ..ولم نسمع تصريحاً واحداً من مسؤول يخبرنا عن أسباب أزمة البنزين! كما لم يخبرنا أحد عن أسباب التفاوت في شدة الأزمة بين المحافظات، حيث تختنق محافظة كاللاذقية بقلة المتوافر من هذه المادة، إلى حد جعل المنطقة تبدو في حالة تشبه الشلل بعدما ركن الكثير من الناس سياراتهم، واستبدلوها بالدراجات الهوائية لأنه تعذر على البعض استخدام الدراجات النارية لأنها تحتاج البنزين أيضاً.
تصطف «طوابير» السيارات على مسافات تصل الكيلومترات لتحجز دورها قبل يوم من موعد وصول المخصصات لهذه الكازية أو تلك، وفي كل ليلة منذ بداية هذه الأزمة يتناقل الحاضرون قصص المعارك والمشاكل التي تحصل بين المنتظرين وأصحاب المحطات على الدور والتلاعب وو.. وأكثرها ينتهي بالضرب المبرح، لأن لبعض أصحاب المحطات أيضاً حساباتهم في استثمار النقص في المادة وخاصة في المحافظات، والدليل أن البنزين الحر متوافر للجميع.
ليست المرة الأولى التي تحصل فيها هذه الاختناقات سواء في البنزين أو الطحين أو المازوت أو الفيول..الخ، قد تكون الأسباب خارج إمكانات الوزارة أو الحكومة، فمع هذه الحرب استخدمت كل أنواع الأسلحة ضد سورية، وآخرها الإرهاب الاقتصادي المتمثل بالحصار وقد تلتمس أغلبية الناس الأعذار للحكومة فقط لو أن المعنيين عن كل أزمة يتعاملون مع الناس كراشدين وناضجين وبشيء من الاحترام أيضاً ويطلعونهم على تفاصيل المشكلة التي ستحصل، وإذا لم يرغبوا في الحديث عن الأسباب، فعلى الأقل أن تكون هناك متابعة مختلفة في طريقة إدارة الأزمة ريثما تنتهي، إذ ليس من المعقول أن يسمح لبعض المتنفذين أن يمارسوا السلوكيات ذاتها, من حيث الاستثمار في الأزمة والاستحواذ -ولو بالقوة- على مخصصات بعض المحطات ليعاودوا بيعها بسعر حر, محققين الأرباح التي اعتادوا جنيها من مصائب الناس.
«التنكيت» كان أحد طرق التعامل مع مصاعب الواقع، وهذه المرة كان هناك طرح يدعو لعودة تربية الحمير واستخدامها وسيلة للنقل كما كان يفعل الأجداد، وقد سبق للناس أن عادت إلى استخدام الكثير من أنواع الإضاءة القديمة عندما اشتدت أزمة الكهرباء، ولا ضير من إحياء النقل بواسطة الحمير إذا كان في الإمكان تأمين علفها!