نتيجة الانخفاض المخيف في منسوب الطاقة الإيجابية، لجأت إلى بعض الدراسات لعلَّني أتوصَّل إلى رفعها، ظانَّاً أن الموضوع أشبه بتناول القليل من العدس لرفع الزنك، و(صحن تبولة) لزيادة نسبة فيتامين سي، والتهام بضع حبات من البندورة لتعزيز حديد الدَّم، وفعلاً وجدت ضالَّتي في أحد المواقع الإلكترونية الذي وضع عدّة خطوات لجذب الطاقة الإيجابية، دوَّنتها على ورقة وبدأت بالتنفيذ مباشرةً
الخطوة الأولى، «تأمَّلْ مع تنفُّس عميق»: فقلت في نفسي «اجت والله جابها»، لففتُ سيجارة من النوع الجبلاوي الفاخر، وضعتها في المَبْسَم، ثم أشعلتها وبدأت «أمجُّ» منها مع نفس عميق جداً، وأنفث الدُّخان إلى السَّماء بطريقة أشبه بالتضرُّع، ومرة بعد أخرى شعرت بقليل من التَّحسُّن، واندفعت إلى الخطوة الثانية، وكانت «الحركة والحيوية وتجنُّب السُّكون»، وذلك درءاً لانحباس الطاقة وتفعيل إيجابيتها، حينها لبست ثيابي، وبدل نزولي الدَّرج بتؤدة، صرت أقفز كل ثلاث درجات مع بعض، وعوضاً عن انتظاري السيرفيس صرت أركض نحوه وأتسابق مع نظرائي «المُتَسَرْفِسين» للحصول على كرسي، وكأنني في لعبة، حينها تذكرت أن «اللعب» من ضمن خطوات شحن الطاقة الإيجابية، وفعلاً من كثرة الركض وراء السرافيس، مع الضحك بيني وبين نفسي من هذه اللعبة، شعرت أنني تحرَّرْت مما كان يُثْقِلُ صدري، وتابعت بالوتيرة نفسها في مكان عملي، وفي السوق، ومع الأوزان التي تتزايد كيساً بعد كيس، وأيضاً أثناء صعود الدرجات التسعين للوصول إلى بيتي، ولحسن حظي أنني اشتريت حينها ملحاً صخرياً، وهو من المواد المشهورة بسحبها للقلق والطاقة السلبية، فأخذت دوشاً بماءٍ مُمَلَّح بحسب توصيات خبراء الطاقة، ولأن النوم بعمق يشحذ الهِمَم، وأحد الأمور التي تعزز الإيجابية تجاه الحياة عموماً، نمت من تعبي «نومة أهل الكهف»، وعندما استيقظت، أحسست أن تفكيري يميل إلى كل ما فيه سلبية، ثم تذكرت قاعدة «طَبِّق فن التجاهل»، فتجاهلت كل المرارة في حلقي، ولففت سيجارة بعد أن ثخَّنْتُها، ونَفَّخْتُ على الدنيا، مع كأس شاي خمير، لعلَّها تنجلي.