(المصايب -الكوارث- الأزمات ..) أياً كانت التسميات، هي بالعرف العام أحداث (طارئة) دخيلة وغير مجدولة في المخطط اليومي أو الربعي و حتى السنوي في «الروزنامات»، مادامت مجهولة الأسباب وغير واردة في هامش التجارب السابقة (إلا اللهم) من اعتاد على الاستعانة بالخبراء والاستشاريين في علوم الإدارة والإحاطة بالكوارث والأزمات أو حتى المنجمين و«بياعين الفال» الذين يتوقعون مع كل 3 أخبار سارة مصيبة تناسب كل سائل ومحتاج!!
كل هذا في وارد المأمول والمقبول إلا عندنا فنحن الذين أضفنا للمستحيلات الثلاثة بنداً جديداً وسميناه (أزمات مستدامة) وبلا سحر وبلا بصارة وبلا مستشارين وخبراء..(!) وأغلبية أزماتنا ليست بالطارئة أو غير المتوقعة, على العكس هي دائما حاضرة ومؤرشفة بالزمان والمكان والمسببات أيضاً وفي كل مرة نقع في «جورة» الأزمات التي باتت تطل علينا من دون استحياء, معنونةً حضورها بـ«فاجأناكم ما؟» ونحن «الأوادم» أمام الكوارث نستعين بالاستسلام لتداعيات كل أزمة من الأزمات.
اليوم نحن تحت وطأة (أزمة البنزين والخبز) ونحن مستمرون في أزمة تقنين الكهرباء في عز موجات الحرارة المرتفعة التي تتسبب في كل عام بحرق جزئي للغابات حتى وصلنا للكارثة الكبرى التي طالت أغلب الجرود و الجبال!!
وحبل الأزمات جرار وأزمة المازوت على الأبواب ولن نتفاجأ بها مع بداية فصل الشتاء والبرد «الزنطاري» بلا مازوت وبلا حطب وبلا كهرباء، الشتاء الذي سيملي علينا أزمة متوارثة عن العام السابق والذي سبقه أيضاً بأعوام، وستغرق شوارعنا مع «أول مطرة» ونعلق بالازدحام والطين و«قلة الحيلة» لا تنقص إلا مسؤولينا والمعنيين بتدارك الأزمات التي باتت «قاب قوسين وفاجعة» لتصير أزمات مزمنة اعتدنا حصولها, وبات لزاماً علينا التعايش معها وعدم استنكارها والإعلان عن استقبالها باستسلامية مواطن أدّبته الظروف وواقع الحال العام, بينما استدراكها وتجنبها فعليهما وعلى مسؤولينا السلام!!