تكريم غربي!
منذ زمن بعيد استخدم الفن كقالب لتقديم الفكر كقلب، وربما هذا «القِدَمْ» أعطى حقاً لأصحاب العقائد في توظيف الفن، لكن هل يعدّ هذا الاستخدام حقاً؟، كذلك لا يعدّ هذا السؤال حديثاً، فنجد في المقابل من هاجم هذا التوظيف متطرفاً فيه، لأبعد حد حين قدم مقولة «الفن لأجل الفن» كأن ليس للفن غاية إلا الفن.
بين الطرفين لا يمكن تبرير توظيف الفن في السياسة مثلاً بحجة قدم استخدامه في العقائد، كما لا يمكن أن نكون ببراءة الأطفال لنقبل بمقولة« الفن لأجل الفن»، خاصة في الوقت الذي يعلن فيه عن مسابقات فنية وأدبية يحدد موضوعها مسبقاً بهدف الترويج للموضوع والتسويق له بأسماء ناعمة ومبدعة.
صحيح أن الفن بريء وبسيط من جهة، ولكنه من جهة أخرى مشوب ومركب، وهو لن يكون حيادياً ما دام البشر موجودين!.
وصحيح أن المبدعين في بلاد ما يسمى العالم الثالث، هم ضحايا الإهمال والتهميش من ناحية، ومن ناحية ثانية يقعون تحت مطرقة ضعف النقد ومزاجيته وعدم حياديته، وهو نقد يحارب الفكرة التي لا تشبهه من دون كثيرعناية بالجهد المبذول لتقديم فن.
ولكن على المبدع ألا ينسى أن العالم يتحرك وفق مصالح، لا وفق جمعيات خيرية، أو جمعيات لدعم الفن والإبداع، خاصة بعد أن اختفت منظومة العالم الثاني (الدول الاشتراكية)، وصار العالم الثالث لقمة سائغة للعالم الأول صاحب الرأسمال وصاحب المشاريع.
كما انتشرت الواقعية في الدول الاشتراكية!، نحن في عالمنا الثالث، جمّلنا النظرة إلى عدم تحييد الفن، بأسماء، من مثل «الفن الملتزم»،من دون أن نسأله عما ألزمناه؟. لنقل إذاً إنه هنا ملزم بأمرين: أحدهما أقرب إليه من الآخر؛ الأمر الأول هو الفكر والذي هو من حق المبدع، خاصة إذا كان يحمل نظرة غير اعتيادية، والفكر يعدّ الأقرب للفن، أما الأمر الثاني فهو توظيف الفكر، وهو الأبعد، وعلى عاتق المبدع يقع الاختيار بين توظيف الفكر أو عدم توظيفه، بإعلان التوظيف يحصل الفصل بين المبدأ وتسييس المبدأ، يمكننا كذلك فهم بعض الحركات البهلوانية، التي قد يقدم عليها الغرب من تكريم أو دعم لمبدعينا.