هاجس كل يوم
في زمن الحرائق والغلاء لم تعد حياتنا بخير وهاجس البحث عن ضروريات الحياة صار هاجس الجميع عدا عن قلة امتهنت تجارة الحرب وبيع ما تبقى من مقدرات الوطن ، ولأن الدخان الكثيف تسبقه نار مفتعلة فإن الأزمات التي تأتي فرادى وبشكل منتظم بأوقات محددة نجد من يرصدها ليستفيد من تبعاتها على الوطن والمواطن في آن معاً .
في زمن الحرائق يقوم البعض بإشعال نار متعمدة هنا وهناك في أحراش وغابات مضى على غرستها الأولى آلاف السنين وبدأت تنمو بعذرية قل نظيرها إلى أن جاء من يحول المشهد إلى كارثة بيئية لم يحدث لها مثيل يوماً .
في زمن الكورونا والأمراض المزمنة سوق للأدوية يميل ميزانه السعري لمصلحة أصحاب المعامل على اختلاف تسمياتها ويحتاج المريض إلى ضعف ما يتقاضاه مِن دخلٍ ليحافظ على صحته المعرضة للتدهور بسبب عدم فعالية بعض ما يتعاطاه من عقاقير .. وعلى الجانب الآخر مشافٍ أصبحت خالية من الأطباء الاخصائيين يستطيعون تشخيص المرض وإعطاء العلاج دون أن يُدخلوا مرضاهم في دوامة التحاليل المُكلفة والتصوير الشعاعي وغيره الذي قد لا يتسنى للبعض منهم الوصول إليه قبل أن تأتيه منيّته وبعض العيادات الصحية التابعة لوزارة الصحة والتي تحوّلت بفعل الحرب إلى مشافٍ قد لا تجد فيها طبيباً واحداً وتجد في شركات الضمان أيضاً من يمنع أدوية التأمين الصحي لأسباب تتعلق بربح وخسارة تلك الشركات التي قامت على أساس نفعي .
في زمن الغلاء أصبح التاجر يحسب ثمن بضاعته وفقاً لأسعار الصرف المتقلبة وهي تحصد كل ما لدى أصحاب الدخل المحدود من موارد ووفورات إن وجدت .
في زمن تدني الأخلاق أصبحت العلاقات الاجتماعية رهينة المصالح المشتركة وأصبح التكافل الاجتماعي رهين أشخاص لا يزالون يحاولون إثبات أن عالمنا لا يزال بخير ….
دمتم طيبين