مجالس عزاء
في غضون شهر وربما أقل – في حال خانتني الذاكرة – في استحضار مرسومين تشريعيين قضيا بحل مجلسي مدينتي اللاذقية ومصياف تبعهما الأسبوع الماضي حجب الثقة عن رئيس مجلس بلدة أشرفية صحنايا من قبل أعضاء المجلس في جلسة حامية الوطيس انتهت بإقصاء رئيس المجلس بفعل ديمقراطي وربما هناك الكثير من المجالس الصغيرة قرى وبلدات أعفي رؤساء مجالسها بقرارات من الإدارة المحلية والمحافظين لم نسمع بها…
عموما هو مؤشر لايسرّ خاطر المواطن المكسور ومعاناته المريرة مع مجالس كهذه والأسباب باتت واضحة للعيان أن معظم مجالس المدن والبلدات تراها في صراع داخلي بين الأعضاء على حساب المصلحة ( خاصة وعامة) معاً ونسمع الكثير عن استئثار رئيس المجلس ( بالكرسي ) والإدارة المحلية وإثارة الخلافات والصراعات داخل المجلس على النفوذ والاستئثار ( بالكعكة) حتى تتراكم الزبالة والمخالفات السكنية وتطفو رائحتها على ألسن المواطنين وبما يزكم الأنوف ويضيق “خلق ” الناس بالمنعكسات السلبية الناجمة عن تقاعس المجالس واستئثار رؤسائها بالكراسي ..واقع يدفع ثمنه المواطن ( قمامة بالشوارع..مخالفات سكنية على عين المحافظات ..وغالباً باستثناءات منها مقبوضة الثمن بطريقة وأخرى ..حفريات عشوائية لمختلف المؤسسات دون تسوية واقع لايحسد عليه المواطن في معاناته ..
وبالمقابل فإن حلّ هذه المجالس قبل أن تنتهي دورتها الانتخابية يتحمل فيها المواطن سوء اختياراته في انتخاب ممثليه فيها ووفق اعتبارات ضيقة ( عائلية..قبلية..مناطقية ) على حساب النوع والكفاءة وبالتالي يحصد نتائج اختياراته خيبات الرجا من الأعضاء هذا من جهة ومن جهة أخرى يؤشر هذا الخلل في عمل المجالس إلى ضعف الرقابة والمتابعة من الإدارات المحلية وبعض المحافظين …وقد يكون في بعض الأحيان ضعف الإمكانات والوسائل ونقص الموارد لدى البلديات ما يعيق عملها..وهو ليس مبرراً أمام عجز بعض المجالس وعدم قدرتها على اجتراح الحلول بإشراك المجتمع الأهلي بالنظافة بدل الشكوى الدائمة من نقص العمالة لكن من النادر أن نسمع عن هكذا مبادرات من الأعضاء والمجالس ورؤسائها إنما دائماً الصراعات فيما بينها والخلافات سيدة الموقف وتطفو على كل عمل صالح منها فلا عجب أن تصدر من حين للآخر مراسيم بحل بعضها على خلفيات الفساد والتقصير والإهمال في متابعة الشؤون البلدية مايدفعنا لإعادة النظر باختياراتنا و بمجالس كهذه بعد أن تحولت وتلهت بصراعاتها الداخلية عن المواطن وتركته دائم الشكوى وفاقداً للثقة بمؤسسات الإدارة المحلية وبحيث تتحول هذه المجالس من مجالس إدارة محلية إلى مجرد هياكل يصح أن نقول عنها مجالس عزاء وليست مجالس بناء…والله من وراء القصد …