اعتذار!..

انتهى وقت اليوم المدرسي، وخرجت مع زميلي مدرس اللغة العربية (أبو منعم).. وكان يحمل أكداساً من دفاتر طلابه، ورجّحت أنه يحملها لتصحيح ما فيها من وظائف… ولأننا نسكن في بناء مشترك، مضينا معاً.. دخل بيته، ولحقت به إلى القبو، ثم إلى غرفة معتمة تشبه غرفة عزل انفرادي.
وأوصى الأستاذ لي وله على فنجانـَي قهوة، ثم بدأنا نصحح دفاتر طلابه على ضوء قنديل بترولي، عرفه أجدادنا باسم (الكاز)… ومن باب الفضول سألته لماذا يستخدم مثل هذه الوسيلة في إنارة المكان… وكان جوابه: «لدي فانوس صغير، ونوره كبير، يعمل على عبوات غاز تـُرمى بعد استهلاكها.. لكن هذه العبوات صارت مفقودة»….وقلت: «لكن ثمة طريقة أخرى للإضاءة..».. فقاطعني: «تقصد الفانوس الذي يعمل بالغاز الوطني؟!.. هذا أيضاً تزييته صار بمئة (تبويسة) يد، وثمن ملئه بألف ليرة».
اعترضت على كلامه، وقلت: «لا.. لا.. هناك وسيلة ثالثة للإنارة».. فهز رأسه موافقاً، وقال: «طبعاً!.. أنت تقصد (اللوكسات) التي تعمل على الكاز… يا صديقي، هذه تحتاج إلى قمصان من الحرير.. وهي غير متوافرة في السوق، ناهيك بالكاز الذي سرقه اللصوص»… ومن جديد، لمـَّحتُ له إلى وسيلة إضاءة متوافرة في كل دول العالم تقريباً!.. فأجابني: «هل تقصد الكهرباء التي نسيناها؟!»… ثم أطل من بوابة زنزانته، وصاح: «أين القهوة يا أم منعم؟!».. فردَّت أم منعم: «على رُسْلِكَ يا زوجي… أولاً: لم أجد مصدراً حرارياً لغلي القهوة.. وثانياً: لم أجد ذرة قهوة في مطربان قهوتنا!».. وردّ أبو منعم عليها: «يا امرأة.. طالما شرحت لكِ أن البلاغة في الإيجاز.. قولي من الأوّل: ليس لدينا جرة غاز، ولا قهوة، ولا كهرباء… وكفى الله المؤمنين حَرَجَ الاعتذار..» ولا حول ولا قوة إلا بالله!.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
رسالة تعزية من مجلس الشعب إلى مجلس الشورى الإسلامي بوفاة الرئيس الإيراني المقداد يوجه لباقري كني رسالة تعزية بوفاة رئيسي وعبد اللهيان لأول مرة.. توقيع اتفاق شراكة بين اتحاد الحرفيين وغرفة تجارة حلب.. والهدف بناء استراتيجيات تسويقية وتبادل الخبرات والمعلومات «الكيمياء الخضراء» ضمن المؤتمر الكيميائي الأول في جامعة البعث تسديد الرواتب والأجور والرسوم الدراسية في الجامعات العامة والخاصة والمؤسسات التربوية والتعليمية الخاصة من خلال الحسابات المصرفية مجلس التشاركية يناقش واقع تنفيذ مشاريع التشاركية مع قطاع الأعمال الوطني والمراحل التي وصلت إليها الجزائر والأردن وسلطنة عمان وتونس تعزي باستشهاد الرئيس رئيسي مجلس الشعب يتابع مناقشة مشروع قانون إحداث الشركة العامة للصناعات الغذائية الرئيس الأسد في رسالة تعزية لقائد الثورة والحكومة والشعب الإيراني: نعرب عن بالغ اﻷسف والمواساة لهذا الحادث اﻷليم والفقد الكبير أوراق علمية وبحثية يناقشها المؤتمر العلمي للبحوث العلمية الزراعية على مدى يومين..