ما تعرضت له بلادنا من هول التدمير والتخريب على أيدي العصابات الإرهابية المسلحة، لم يشهده أي بلد على الكرة الأرضية، حرب بالوكالة دمرت البشر والحجر، وخربت الاقتصاد وخدماته وكل مكون يخدم ذلك، فأي ذنب اقترفه بلدنا حتى ينال ما ناله .. فقط لأنه يريد أن يعيش حراً..!؟
وهذه حقيقة يعرفها الصديق قبل العدو، ولا يمكن تجاهلها لأن حسابات بيدرهم تؤكد مشاركتهم في إعادة إعمار وبناء ما دمروه وخربوه من بنى تحتية، ومنشآت اقتصادية طوال سنوات الحرب، وهم (يعشمون) أنفسهم بالمشاركة، والمطالبة بحصة وافرة من الغلة ..!
هذه حساباتهم وفق خططهم التي دمروا بها، واستخدموا مرتزقتهم وأدواتهم لتنفيذ إجرامهم الاقتصادي، لكن حساب البيدر الوطني لم ولن يتفق معهم، رغم الصراخ والعويل من تلك الدول التي ساهمت في التخريب والتدمير وتمسكها بإعادة الإعمار، عبر أدواتهم الرخيصة، من ضعاف النفوس من التجار من الداخل والخارج، وذممهم الرخيصة تجاه مغريات مادية، تحت عناوين ويافطات تختبئ خلفها مؤسسات دولية، وبرامج تنموية هدفها المعلن اجتماعي، لكنه مكشوف والتعامل معه في أرقى أنواع الحذر من أصحاب الحس الوطني، مسؤولين ومواطنين، لأن خيرات بلدنا لنا، ومحرمة على غيرنا ..
فإعادة إعمار بلدنا مرهونة فقط بحسابات بيدرنا، ومرهونة أيضاً بتحقيق الحالة الوطنية المنسجمة مع جميع مكونات المجتمع من مواطنين وفعاليات تجارية وصناعية، ومن يرعاها من أصحاب رؤوس الأموال الوطنية، والتقارب الكبير مع الحالة الوجدانية والأخلاقية للأصدقاء الذين وقفوا ومازالوا مع الحق المتجسد في استقلالية وصيانة قرارنا الوطني.
هؤلاء يحق لهم الحديث عن إعادة الإعمار، ووضع خريطة جديدة لبناء وترميم بنية الدولة الاقتصادية والخدمية وتدعيم مكوناتها الصناعية والزراعية والتجارية والخدمية وغيرها من المكونات الأساسية التي تدعم استقلالية القرار وتبني الاقتصاد ..
لذا لابد من تحقيق شراكات عمل وطنية تنسجم مع حسابات الأصدقاء في تحقيق المنفعة المتبادلة، والمبنية على أساس المشاركة الفاعلة في إعادة بناء الحالة الاقتصادية والاجتماعية من جديد، والأهم أنها تترجم حسابات البيدر الوطني إلى أفعال في التنمية وتحقيقها على كافة الصعد، وليس الركض خلف عويل من تآمر دمّر وخرّب، وخاصة ضعاف النفوس من تجارنا..!
Issa.samy68@gmail.com