اعرف عدوك

«اعرف عدوك».. جملة قديمة/جديدة، هي قاعدة أساسية في مسألتي إعلان الحرب أو مواجهة حرب، وتالياً تحقيق الفوز فيها، أياً كانت هذه الحرب عسكرية، سياسية، اقتصادية.. ساخنة، باردة …الخ.

ولا نأتي بجديد عند القول إن سورية هي أكثر من عرف ويعرف عدوها الإسرائيلي وكل من يدعمه ويتحالف معه، جميعهم أعداء ونحن السوريين نعرفهم جيداً.

لا شك في أن الاعتداءات الإسرائيلية التي تتقارب مؤخراً في تواقيتها وتتوسع دائرتها، هي أمر مؤلم ومستفز للسوريين، لكنهم في الوقت نفسه يعرفون جيداً لعبة العدو، تماماً كما يعرفون أن قيادتهم وجيشهم يجيدون التعامل مع هذه اللعبة، وبما يُبقي العدو متخطباً في دائرة الذرائع والحجج التي يقدمها لتبرير هذه الاعتداءات، من دون أن يخرج بنتيجة سوى أن يُظهر نفسه في كل مرة أمام العالم أنه هو الإرهابي الذي يمارس كل أنواع الجرائم بحق سورية وأهلها.

عندما يوسع العدو الإسرائيلي دائرة اعتداءاته مستهدفاً ميناء اللاذقية من جديد، فإن أهدافه واضحة، فبعد أن فشل في ضرب الروح المعنوية للسوريين، وفي زعزعة ثقتهم بالانتصارات التي تحققت على يد جيشهم وقيادتهم في الحرب الإرهابية التي تتعرض لها بلادهم، يريد العدو الإسرائيلي ضرب مصدر رزق وغذاء أساسي لهم باستهداف عصب تجارة رئيسي متمثل في مرفأ اللاذقية، وهذه جريمة حرب موصوفة باعتبارها تستهدف افقار شعب وتجويعه في سبيل الضغط على قيادته وجيشه للتسليم والاستسلام.. ويندرج ضمن هذه الحرب هدف العدو الإسرائيلي ضرب العلاقة بين سورية وحلفائها، ووضعهم أمام خيار فك هذه العلاقة أو الاستمرار في أن يكونوا عرضة للاعتداءات.

هدفٌ بعيد المنال جداً عن العدو الإسرائيلي الذي يخرج بعد كل اعتداء ليقول إنه حقق الهدف المطلوب، لكنه لا يلبث في اليوم التالي أن ينقض أقواله معترفاً بأنه لا يستطيع أبداً في أي يوم الاطمئنان وأنه في كل ليلة ينام على جمر «حرب» يتوقع أن يفجرها محور المقاومة في أي يوم.. هذا كابوس لا ينتهي رغم أنه ما زال يصحو كل يوم من دون أن تقع هذه الحرب. لكن العدو يدرك جيداً أن هذا حالٌ لن يدوم وأن الرد الحاسم قادم، و كلما شعر بقرب الرد مستشعراً أهواله ، ضاعف مرات اعتداءاته مُصعداً مُوسعاً دائرتها مستهدفاً دفع سورية وحلفائها إلى رد غير محسوب مكاناً وزماناً.

هذا أيضاً هدف بعيد المنال جداً عن العدو الإسرائيلي، لأن رد سورية وحلفاءها سيكون في التوقيت الذي يريدونه ويحددونه ليكون الفوز بين أيديهم أكيداً.. حاسماً.. ونهائياً.

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار