بعد رواج الإقبال عليه كبديل للّحوم.. سيدات في ريف اللاذقية يتجهن لزراعة الفطر كمشروع رابح
تشرين – نهلة أبو تك:
بات أغلب الأسر، يبحث عن دخل إضافي لسد الاحتياجات المتزايدة للعائلات، في ظل الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة التي يعيشها أغلبية الأهالي، بينهم سيدات ريفيات اتجهن لمشاريع صغيرة يستطعن من خلالها المساعدة في تأمين مصدر رزق جيد لعائلاتهن، حيث وجدت نبيلة (امرأة ريفية) من قرية البصة في اللاذقية، في زراعة الفطر مشروعاً ناجحاً ويحقق دخلاً لها ولأسرتها.
وأضافت نبيلة في حديث لـ”تشرين”: فرص العمل قليلة، وغلاء المعيشة وقلة الحيلة جعلتني أفكر في البحث عن عمل خاص يؤمن لي ولعائلتي مصدر دخل، ومن خلال تصفح الإنترنت و متابعة المواقع الإلكترونية، جذبتني فكرة زراعة الفطر لارتفاع سعره من جهة واتجاه الكثيرين إلى شرائه كبديل للّحوم.
وأشارت نبيلة إلى أنها بدأت بزراعة الفطر في منزلها، مستفيدة من أن مشروع زراعته ناجحة نظراً لملاءمة عامل الطقس والرطوبة الموجودة في الساحل، كما إن زراعته لا تحتاج لرأسمال كبير، فتكاليف الإنتاج مقبولة قياساً بزراعات أخرى، خاصة أن كيلو الفطر يباع بين ٢٠-٧٠ ألف ليرة.
وتابعت: ساعدني على مشروعي أنني أعمل أساساً في الزراعة، كما استعنت بأشخاص لديهم خبرة في زراعة الفطر.
وشرحت نبيلة كيفية زراعة الفطر، أنه يقسم إلى مرحلتين؛ الأولى: تسمى مرحلة التحضين، حيث يتم تعقيم التبن وهو مكون أساسي في إنتاج الفطر فيتم غليه، وتصفيته، ووضعه في مكان معقم، مع إضافة قليل من الجبس، حيث يخلط المكونان جيداً، وبعد أن يتم وضع بذار الفطر في مكان نظيف نأتي بأكياس النايلون ونضع طبقة من التبن بسماكة ٥ سم، ونضيف بذار الفطر الى الطبقة الأولى ونأتي بطبقة أخرى من التبن ونضع بذار الفطر إلى مستوى نستطيع ربط كيس النايلون بإحكام، ومن ثم وضعه في مكان مظلم ورطب مع تهوية بسيطة، ثم نقوم بإحداث ثقوب أسفل الكيس لتفريغ المياه عند رش الأكياس الحاضنة للفطر.
والمرحلة الثانية: حسب نبيلة، مرحلة الإنتاج حيث يتم نقل الأكياس إلى مكان بدرجة حرارة (١٨ درجة مئوية)، وتحتاج في هذه المرحلة إلى إضاءة كافية بعيدة عن التعرض للأشعة الشمس المباشرة، وترطيب الأكياس بشكل مستمر، حتى تبدأ بذار الفطر بالظهور ليتم أخد الثمرة الناضجة (الفطر) ونعيد ربط الكيس مع تكرار العملية بوضعه في مكان بعيد عن أشعة الشمس، ونقوم برشه بالماء بشكل مستمر.
وأكدت نبيلة أن مشروع زراعة الفطر من المشاريع السهلة التي لا تحتاج إلى رأسمال كبير، فكل ما تحتاجه هو الخبرة بآلية العمل، مبينة أن كل سيدة تستطيع زراعته، إن لم يكن بقصد البيع وتحقيق مصدر رزق، يمكن أن تزرعه لسد حاجة أسرتها من الفطر، لما له من أهمية غذائية لا تقل عن أهمية اللحوم.