كميات بذار القمح الموزعة لا تعادل نصف كمية العام الماضي!

الحرية- محمد فرحة :

عانى الاقتصاد السوري في السنوات العشر الماضية من الانكماش في قطاعات عدة، بعد مرحلة ازدهار ونمو متسارعين منتصف التسعينيات، حيث شهد تدهوراً  غير مسبوق، وبالتالي تراجع نسبة النمو الاقتصادي بشكل ملحوظ.

ويعتبر قطاعا الزراعة والنفط من أهم القطاعات الداعمة للنمو الاقتصادي والنهوض وازدهار بلدنا.

بيد أن إهمال القطاع الزراعي بشكل ممنهج في السنوات القليلة الماضية، دفع المزارعين إلى ترك أراضيهم “بوراً”، وبالتالي حوَّل سورية من بلد منتج ومصدر للقمح إلى بلد مستورد بسبب فشل السياسات الزراعية وغيرها من السياسات.

اليوم بدأنا نلحظ بوادر التركيز والاهتمام  الأكبر لعودة القطاع الزراعي إلى الواجهة   ليكون حامل اقتصادنا المحلي، ووقف عملية استيراد القمح، لكن هذا يتطلب  المزيد من التعاون والشروط، منها ماهو مطلوب من الحكومة المؤقتة، ومنها ماهو مرتبط بالمناخ والعوامل الطبيعية، فكل التقارير الصادرة عن البيئة والأرصاد الجوية تشي بأن الصيف القادم سيكون ساخناً.

في مقارنة بسيطة بين ما تم توزيعه من بذار القمح في مجال منطقة سهل الغاب حتى اليوم مع ما يقابله للفترة نفسها من العام الماضي، نلاحظ الفارق والتردد في الإقدام على زراعة محصول القمح، فخطوة إلى الأمام وخطوات إلى الخلف.

مدير المصرف الزراعي في الغاب أيمن أبو صفرا كان دقيقاً في كلامه وحديثه لصحيفة الحرية، حيث قارن بين ما تم توزيعه من بذار القمح حتى العشرين من هذا الشهر والذي وصل إلى ١٦٨٠ طناً  فقط، في حين يقابلها للفترة نفسها من العام الماضي ٣٦٢٠ طناً.

كما تطرق أبو صفرا إلى أن هناك كميات من البذار قد تمت زراعتها بعد أن تم شراؤها من القطاع الخاص، لكن في كل الأحوال نحن نتحدث هنا عما تم توزيعه مصرفياً وما تمت زراعته.

مشيراً إلى حالة الخوف والقلق من المتغيرات المناخية وانحباس الأمطار  واحتمال عدم وجودها صيفاً، الأمر الذي سيوقع المزارعين بالخسائر  المادية والمديونية.

إلى ذلك، كان قد تحدث مدير الإنتاج النباتي في هيئة تطوير الغاب المهندس أمير عيسى قبل أيام عن أن المساحات التي تمت زراعتها  لاتتعدى الـ٤٠%  من أصل الخطة، عازياً الأسباب إلى الخوف من انحباس الأمطار.

بالمختصر المفيد: نأمل أن ينمو القطاع الزراعي بخطى متسارعة من أجل عودة أمننا الغذائي بقوة وإيقاف عملية استيراد القمح التي أنهكت البلد “كرمى” لعيون بعض الموردين للمادة.

فهل نرى عودة زراعة أكبر قدر من المساحات المروية بالقمح وغير القمح، وقد وصلت إلى المليون ونصف مليون هكتار في إحدى السنين، في الوقت الذي نرى فيه أن هناك جهوداً  تبذل لهذه الغاية؟ وهل سيساعدنا الطقس في ذلك؟

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار