انخفاض الدخل أحد الأسباب.. تراجع أسعار اللحوم الحمراء في “القلمون”
الحرية – علام العبد:
انخفضت أسعار اللحوم الحمراء في أسواق مدن القلمون في ريف دمشق بشكل لافت خلال الأسابيع القليلة الماضية، وهبط سعر كيلو لحم الغنم بنحو 100 ألف ليرة، وأرجع تجار أسباب التراجع إلى ضعف القوة الشرائية للمواطنين، ما أدى إلى انخفاض الطلب، وفي الوقت نفسه تراجعت أسعار الأعلاف بعد توافر الدولار.
ورجحت مصادر محلية في القلمون استمرار انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في الأسواق المحلية خلال الأسابيع القادمة بعد أن شهدت ارتفاعات متتالية خلال الأشهر القليلة الماضية.
وذكر الشيف مروان محمود زغيب صاحب أحد محال بيع اللحوم في مدينة دير عطية لصحيفة الحرية، أن الأسواق شهدت انخفاضات في أسعار اللحوم الحمراء خلال الأسابيع الماضية بسبب عدة عوامل، أبرزها تحسن سعر الصرف، فضلاً عن توقف عمليات تهريب الأغنام التي كانت سائدة أيام النظام البائد وتوفير المحروقات بأنواعها المختلفة، بعد أن كان توافرها مقتصراً على السوق السوداء، وانخفاض أسعار الأعلاف وأجور النقل، وإزالة الحواجز من الطرقات العامة التي كانت تتقاضى على كل رأس غنم خمسة آلاف ليرة سورية، بالإضافة إلى أن الجمارك كانت تحدد عدد رؤوس الأغنام المراد تحميلها والسماح بها.
ولفت زغيب إلى أن ضعف القوة الشرائية لدى المواطنين، وتعدد الأصناف في السوق المحلية، يوجدان بيئة تنافسية، وهو ما يمنح خيارات أكبر للشراء وبأسعار مناسبة، مشيراً إلى أن هناك إقبالاً على شراء اللحوم الحمراء أكثر من قبل، فاليوم يباع كيلو لحم الخروف في القلمون نوع أول بــ 140 ألف ليرة، في حين كان يباع قبل سقوط النظام البائد بــ 240 ألفاً.
في السياق نفسه، ذكر مربي الأغنام عبد الباسط درويش، أن هناك تراجعاً في الطلب على اللحوم بالأسواق خلال الفترة الحالية، بسبب تخزين كميات من اللحوم عند المستهلكين في إطار الاستعداد لشهر رمضان القادم، ما أثر على الطلب، وأدى إلى عدم انتظام في الأسعار. مضيفاً: إن واقع بيع اللحوم مازال يشهد عدم انتظام بشكل كامل، بسبب عدم عودة بعض محال باعة اللحوم للعمل نظراً للارتفاعات السابقة، ومع عودة الطلب مرة ثانية خلال الفترة المقبلة ستتحدد أسعار اللحوم المباعة للمستهلك.
من جانبها، أوضحت رئيسة الوحدة الإرشادية في مدينة دير عطية المهندسة الزراعية ليلى مرمر، أن أبرز ما كان يواجه الثروة الحيوانية في منطقة القلمون قبل سقوط النظام البائد، ارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية، وانخفاض أسعار منتجات الثروة الحيوانية مقارنة مع التكلفة، وضيق سوق التصريف، وعدم وجود منشآت لتصنيع مشتقات الحليب، وعدم توفر المراعي، وقلة مساحة المحاصيل العلفية الخضراء.
واقترحت مرمر في تصريح لصحيفة الحرية تأمين المقننات العلفية لمربي الثروة الحيوانية، وذلك عن طريق المؤسسة العامة للأعلاف بأسعار تناسب المربين لتشجيعهم على تربيتها، وإيجاد سوق لتصريف منتجاتها، والاهتمام بالمراعي الصناعية، وتأمين حيوانات ” أبقار – اغنام ” ذات سلالات جيدة على شكل قروض مريحة وبأسعار تشجيعية، بالإضافة إلى تقديم منح للمربين.
وأشارت مرمر إلى أن أعداد الثروة الحيوانية في منطقة النبك، تتوزع على 4965 رأس بقر و188890 رأس غنم و20000 رأس ماعز، وأن عدد مربي الثروة الحيوانية في مجال عمل الوحدة الإرشادية، التي تضم ديرعطية والحميرة والجراجير 509 مربين، يملكون ما يقارب من 2785 رأس بقر، بينما يبلغ عدد رؤوس الأغنام 19595 رأساً، في حين بلغ عدد رؤوس الماعز 2427 رأساً.