الانحباس المطري يُقلق مزارعي الأشجار المثمرة في السويداء
الحرية- طلال الكفيري:
يعتري مزارعي الأشجار المُثمرة في السويداء هذه الأيام، قلق متزايد نتيجةً للانحباس المطري، لكون استمراره إلى نهاية الموسم، ستكون له نتائج كارثية عليهم، وبالتالي سيؤدي أولاً إلى تراجع إنتاجية هذه الأشجار، إضافة ليباس وجفاف قسم منها، وخاصة أن إرواءها يعتمد على مياه الأمطار.
أضف إلى ذلك، وحسب ما ذكر عدد من المزارعين لصحيفة الحرية، أن مزارعي التفاح على سبيل المثال، سيكونون أكثر المتضررين، لكون هذه الأشجار تحتاج إلى مئات الساعات من الصقيع والجليد، أي أنها تتطلب درجة حرارة تحت الصفر، وهذه المعادلة لم تتحقق خلال أربعينية الشتاء.
الخبير بالشؤون الزراعية في السويداء الدكتور بيان مزهر، أوضح لصحيفة الحرية أن معظم الاشجار المثمرة في السويداء تعتمد بشكلٍ أساسي على الهاطل المطري. فالتغيرات المناخية الكبيرة التي تتمثل بانحباس الأمطار في منطقة شرق المتوسط، ومنها سوريا، بالتأكيد سيكون لها تداعيات كبيرة على الإنتاج الزراعي بشكل عام وعلى الاشجار المثمرة بشكلٍ خاص.
منوهاً بأن هذا الموسم يعد حتى تاريخه الأقل تسجيلاً للهطول المطري في محافظة السويداء، وقد كان له أولاً انعكاس سلبي على زراعة المحاصيل الحقلية “القمح والشعير” والتي غابت زراعتها تقريباً عن ساحة المحافظة، باستثناء الزراعات المروية.
أما بالنسبة للأشجار المثمرة في المحافظة، فمعظمها يحتاج إلى توافر معدلات هطولات مطرية جيدة، ولتاريخه لم تصل كميات الهطول المطري الى 10% من المعدل السنوي للأمطار في السويداء، علماً أن معظم الهطولات كانت تتركز في شهري كانون الأول و الثاني، وأضاف مزهر: إن استمرار الواقع المطري على ما هو عليه، سيُلحق أذى حقيقياً بالأشجار المثمرة، لكونها تعتمد على مياه الأمطار ، عدا عن ذلك فاستمرار الانحباس المطري سيؤدي كذلك إلى فقدان الرطوبة من التربة، في الوقت الذي يجب أن تكون فيه أي التربة مستقبلة للأمطار، ناهيك بخطورة انتشار الآفات المُضرة.
ولفت مزهر إلى أن استمرار انحباس الأمطار وانخفاض معدلات الهطول عن الاحتياج المطلوب للأشجار المثمرة، على اختلاف أنواعها، سينعكس سلباً على الحالة الصحية لهذه الأشجار، وعلى إنتاجيتها، فضلاً عن ذلك، فالهطولات المطرية المتأخرة، وخاصة خلال فترة الإزهار وبداية العقد، ستشكل خطورة على الإنتاج، وخاصة إذا ما ترافقت مع موجات للصقيع.