متتالية الأسواق والقوة الشرائية ورواتب الموظفين.. معادلة صعبة بانتظار حلول إبداعية

الحرية – محمد فرحة:

لم يستمر ضجيج البيع والشراء في الأسواق طويلاً، ولم نعد نسمع المساومة، فيما لاتزال التخفيضات بين الباعة مستمرة بين الحين والآخر، لكن بشكل ضعيف جداً، وهي التي كانت تقتحم حواسنا ونحن ننتقل في الأسواق من مكانٍ إلى مكان طوال الأيام التي خلت مؤخراً، وشهدت فورة في الأسواق  وحركة بيع واسعة النطاق، انتعشت السوق من خلالها، ونال المستهلك ما كان يبحث عنه.

اليوم عادت الأسواق إلى الانكماش بشكل واضح وصريح لتشكل انهيارات رأس المال  هواجس الأسواق.
وتُظهِر الوقائع اليومية للمتتبع لحركة الأسواق اليوم كيف تراجعت القوة الشرائية وهي التي كنا نفتقر إليها منذ أكثر من خمسة عشر عاماً ونيف.

التراجع الواضح لحركة الأسواق يفسره شيء واحد، مؤداه أن أعداداً كبيرة جداً من الموظفين لم يقبضوا رواتبهم منذ شهرين، وخاصة الذين وطنوا رواتبهم في البريد، يضاف إلى ذلك تدني حجم ومقدار الراتب، وهذا أهم أسباب انكماش الأسواق، انطلاقاً من مقولة “الجمل بدرهم ولايوجد درهم”.

في هذه الأثناء، يتوافر في الأسواق كل ماكان ممنوعاً وكان مطلوباً ومرغوباً، حيث الأسواق تعج بالمنتجات الغذائية  وبأسعار مناسبة جداً  للمستهلك، لكن كما الجفاف يهدِّد مكونات الطبيعة، أيضاً قلة الدخل المادي وعدم تقبيض الرواتب لشريحة كبيرة من المتقاعدين  يهدد لقمة عيشهم.

صحيفة الحرية التقت عدداً من المستهلكين في أسواق مصياف،  حيث ذكر سامر ابراهيم أن البضاعة الموجودة في الأسواق أسعارها مناسبة جداً  للشراء، لكن لاتوجد بين أيدي الناس سيولة السيولة النقدية، إذ لم يقبضوا رواتبهم.

وأضافت نجاح محمد: لم نعد نقوى على الذهاب إلى الأسواق لشراء الحاجيات، في ظل غياب المال لدينا، فأنا وزوجي لم نقبض رواتبنا منذ شهرين، ولدينا أطفال وطلاب جامعات، فكيف سنتدبر أمرنا في  ظروف كهذه؟
مدير شعبة حماية المستهلك في مصياف المهندس باسم حسن أوضح أن انكماش السوق اليوم يعود لسبب عدم توافر السيولة النقدية بين أيدي المستهلكين، زد على ذلك أن هناك شريحة كبيرة جداً من المواطنين لم يتقاضوا رواتبهم، ما من شأنه أن يضعف القوة الشرائية بشكل كبير وواضح.

وختم حديثه بأن عناصر الرقابة يتابعون باهتمام كبير هذا الشأن، وكذلك مايتعلق بصناعة الرغيف وجودته، ولاسيما  أن كل مقومات تقديم رغيف جيد متاحة.

بالمختصر المفيد: أسواقنا مملوءة بكل مايشتهيه المستهلك وبأسعار رخيصة جداً  وقد شهدت قبل شهر ونصف الشهر من الآن تنزيلات لم نكن نحلم بها ونصدقها، فغصت الأسواق بالمستهلكين، وزادت التخفيضات التنافسية بين الباعة، وخاصة تلك القادمة إلينا من الدول المجاورة، رغم أن البعض يشكك في حسن نوعيتها وجودتها.

فهل يتم صرف رواتب المتقاعدين مطلع شهر شباط أم سنشهد مزيداً من انكماش الأسواق، وفي الحالتين خسارة للبائع والمستهلك معاً؟

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار