الفرصة ثمينة لإعادة الثقة بين الجمهور ووسائل الإعلام.. أحمد: إلى صيغة خطاب إعلامي جديد يتماشى مع الواقع
الحرية- هبا علي أحمد:
كغيره من القطاعات في سوريا يحتاج قطاع الإعلام بدوره الفاعل والهام إلى نهضة شاملة ولاسيما مادية ولوجستية، فالكثير من الكوادر الإعلامية مشهود لها، إلا إن ضعف الإمكانات المادية واللوجستية حالت دون تطوير العمل الإعلامي ليرقى إلى المستوى المطلوب.
اليوم نحن أمام ورشة عمل متكاملة في مرحلة تاريخية تحتاج إلى دقة وتوثيق وتقديم المعلومة الحقيقية البعيدة عن التزييف والتضليل، وفي كافة المجالات والقطاعات، من هنا قد يكون من الضروري الإلحاح في زج الإعلام المحلّي في عمق المشهد مع بداية انطلاقة سوريا الجديدة.
لأن الملاحظ أن مجريات التغيير الذي شهدته سوريا تُبث على قنواتها لكن من استوديوهات التلفزيون السوري (من المقرر أن يعود إلى البث في الـ٢٠ من الشهر الجاري بهوية بصرية جديدة).
وترى الدكتورة في كلية الإعلام، رولا أحمد، ضرورة تكثيف عودة عمل الإعلام الرسمي بصيغة خطاب جديد يتماشى مع الواقع الراهن والتحولات التي نشهدها، ولاسيما أن الفرصة مناسبة وثمينة جداً ليُثبت الإعلام السوري نفسه بين الجماهير، إضافة إلى أنها فرصة لتوطيد الثقة بين الجمهور ووسائل الإعلام بعد سنوات من فقدانها، مشيرة إلى أنه خلال السنوات الماضية لم تعد تلك الوسائل مصدراً للمعلومات حول سوريا مادفع الكثيرون لاستقائها من مصادر أخرى غير سورية.
ولفتت أحمد إلى أن العمل الإعلامي في جميع المراحل يحتاج إلى ضوابط، وهذه الضوابط تزداد أهميتها في ظل انتشار الفبركات والتضليل عبر الصور والفيديوهات والمعلومات المغلوطة التي تُشاع، وهذا يستدعي في الوقت ذاته ضرورة تفعيل دور صحافة البيانات التي هي بحدودها الدنيا في سوريا، منوّهة إلى أن المشكلة تبدأ من المناهج التدريسية في كلية الإعلام إذ لا توجد مناهج تدرس هذه النوعية من الصحافة بالشكل الأمثل إلا بعض المحاضرات ضمن مقرر عام، لكن اليوم ومع اختلاف المعطيات نحن بحاجة لتدريس هذه المفاهيم الإعلامية بشكل أكبر ليتمكن الناس من التعاطي مع الوقائع خاصة لناحية كشف التضليل والتزييف والذي بدوره يحتاج إلى تحكيم العقل والوعي.
كما أوضحت الدكتورة أنه في ظل عدم وجود ضوابط قانونية ودستورية اليوم ولاسيما لناحية مانراه يحصل على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي ظل كثرة المصطلحات الوافدة التي لا تحظى بتوافقات حقيقية في المجتمع السوري، لذلك أمام هذا المشهد فإن الضوابط المثلى هي أخلاقية- تربوية، بمعنى الأخلاق التي تفرض احترام الرأي والرأي الآخر أياً تكن الخلافات، إلى حين صدور قانون يُجرم الإساءة ويُعاقب مرتكبها.
ودعت أحمد إلى ضرورة عودة بث التلفزيون السوري بأداء احترافي جديد يستدرك نواقص البنية التحتية من تجهيزات وكوادر وتقنيات وأدوات، هذه الضرورة تفرضها المرحلة الراهنة فالشارع يتطلب والأحداث لاتنتظر، ودمشق بمرحلتها التاريخية تحتاج إلى توثيق بمختلف الأنواع الصحفية والإعلامية التي يجب ألا تكون غائبة عن محتوى بث التلفزيون السوري.
والواقع أن المساحات الخالية فسحت المجال واسعاً أمام المهاترات الفيسبوكية، فلا يجد السوري المتعطش سبيلاً إلا المنشورات الفيسبوكية العشوائية مع انتشار سياسة النسخ واللصق من دون أي محاكمات عقلية ومنطقية للمعلومات لتبدأ بعدها رحلة النفي والتوضيح بعد ساعات من المشاجرات في خانة التعليقات، بينما يتصدر المشهد على الجانب الآخر البعض من منتهزي الفرص الذين يرقصون على أوجاع السوريين، كما إن أسلوب بعض الصياغات الإخبارية ومجموعة من (متسلقي) المهنة يساهمان بإشعال الفتنة أكثر من أصحاب الفتن أنفسهم.
ونوّهت الدكتورة رولا إلى تشكيل فريق تطوعي في كلية الإعلام من دكاترة وطلاب وخريجين للعمل على تأسيس وتصميم موقع إعلامي محترف سيبصر النور قريباً يتضمن مختلف الأنواع الصحفية إضافة إلى الأبحاث وإقامة الدورات، لافتة إلى تحضيرها لدورة لطلاب كلية الإعلام حول أخلاقيات إجراء المقابلات مع الناجين من المعتقلات.