بعد التهميش والإحباط من النظام البائد.. المخترعون السوريون يتطلّعون لإعادة اعتبارهم

الحرية – حسام قره باش:

يحظى المخترع في كل دول العالم بمكانة مرموقة، فيما لم يكن المخترعون السوريون إبان النظام البائد بأحسن حال و يسر الخاطر بل كانت مطالبهم كما لو أنها “صرخة في واد أو نفخة في الرماد”.

واليوم مع الولادة الجديدة لسورية المستقبل، يتطلع المخترعون إلى من يعيد لهم اعتبارهم المفقود والتقدير اللائق بهم كون المخترع يخرج من قلب الحجر ومن قلب الحجر تنبت زهرة.

تغيير الاسم
رئيس جمعية المخترعين السوريين في فرع ريف دمشق فادي المعقالي لفت في تصريحه ل “الحرية” إلى ما كان يعانيه المخترعون في ظل النظام السابق من تضييق أدى إلى تسربهم خارج القطر بنسبة كبيرة تزيد على 50٪ وتدني نسبة تسجيل براءات الاختراع التي قاربت 7500 براءة اختراع مسجلة على مستوى القطر.

وبالتالي يقترح تغيير اسم معرض الباسل للإبداع ليحمل بالتنسيق والتشاور والتحاور مع الوزارة الجديدة ومعها بأي اسم تختاره كما يؤكد.

معاناة بالجملة
بهذا السياق، يشير المعقالي إلى معاناة المخترعين من أمور كثيرة ، أبرزها اشتراط وجود سجل صناعي للمخترع إذا أراد تطبيق وتصنيع جهازه رغم مطالبهم باعتبار براءة الاختراع الممنوحة للمخترع بمثابة سجل صناعي مؤقت لخمس سنوات ريثما يقلع بمشروعه لكنها كانت تقابل بالرفض، إضافة إلى عدم وجود تشجيع للمخترع لتمويل وتسويق اختراعه بتقديم قروض ميسرة معفاة من الفوائد لمدة معينة، وعليه لم يكن المخترع يلمس أي دعم مادي أو معنوي سوى الكلام والشعارات الفارغة ولهذا كان يرمي براءة الاختراع في الأدراج ويجلس في بيته يائساً.

وأضاف: كنا نجتمع مع وزارة التجارة الداخلية بالنظام البائد ولا نخرج بأي خطوة إيجابية بل على العكس كنا نخرج مكسوري الخاطر وبآخر معرض للاختراع لم ينظم بالتعاون مع جمعية المخترعين بحجة أننا غير قانونيين ولا نعطي أي قيمة مضافة مما أوجد بيننا وبعض المسؤولين فجوة، متسائلاً باستغراب لماذا يتبع المخترعون وزارة التجارة الداخلية والحماية الفكرية فيها مع أنها لا تستطيع دعم المخترع بشيء ولا يتبعون وزارة الصناعة كما في كل دول العالم التي لديها المعامل والمنشآت والمعاهد الفنية والمخترع أساسه صناعي.

خطوة جيدة
رئيس الجمعية نوه بخطوة وزير التعليم العالي السابق الذي صدَّر تعميماً لكل الجامعات العامة والخاصة لتخصيص يوم لورشات عمل بالتعاون مع جمعية المخترعين للتعريف بالحماية الفكرية والاختراع وكيف ينطلق الإنسان ليكون مبدعاً، مشيراً أيضاً إلى التعاون مع  مديرية تربية دمشق وتعميمها إلى المجمعات التربوية للتعاون مع الجمعية لاكتشاف المخترعين الصغار من عمر 8 سنوات وأكثر في المدارس ودراسة الإبداعات الطلابية التي ترتقي لتكون اختراعات تخدم البلد والأخذ بيده والتعاون معه مع أن فرع ريف دمشق للمخترعين محدث من أربعة شهور فقط وأنجز مذكرة تفاهم مع معهد مهني لتبني أفكار المبدعين واختبارها  وقابليتها للتطوير لتصير على أرض الواقع وتصنيع النموذج الأول مجاناً بالمعهد.

مطالب محقة
وبالمقابل، يوضح المعقالي أن لدى المخترعين مطالب بالتعاون الوثيق ما بين الجهات العامة وجمعية المخترعين وعد المخترع شخصية اعتبارية لها قيمتها وليست هامشية أو متسولاً كما كان الشعور السائد خلال النظام البائد ومهمين بالشعارات فقط وبالحقيقة لا شيء، ما أدى إلى إحباط كبير لديهم جعل نسبة هائلة منهم تغادر البلد ويحدثون ثورات صناعية وطبية عالمية في الخارج كالطبيب السوري الذي لديه 73 اختراعاً في ألمانيا.

وتابع: لذلك يحتاج المخترع السوري عندنا إلى احتضانه وتهيئة البيئة الملائمة له وفتح المعاهد المهنية أمامه ومساعدته لأنه من السهل تخريج دكتور أو مهندس ولكن من الصعب تخريج مخترع لأنه حالة خاصة حسب قوله.
وقال  المعقالي للحرية: تطور العالم اليوم يعتمد على الاختراع ونطلب أن يكون لجمعية المخترعين هيئة خاصة للإبداع والاختراع ولجنة مشتركة من وزارات الصناعة والتموين والاقتصاد للاهتمام بالمخترعين وأخذ دورهم الريادي في العمل وتطوير أدواتهم لإعادة الإعمار والمساهمة في بناء الوطن.

وركَّز أيضاً رئيس الجمعية على ضرورة تسوية أوضاع كثير من براءات الاختراع التي لم تجدد رسومها نتيجة الظروف وكانت تسقط من أجل رسم ألفي ليرة، مقترحاً على الوزارة الجديدة إعادة تجديد هذه البراءات وإيجاد حل لموضوع السجل التجاري والصناعي.

وبالنسبة لمعرض الإبداع الذي سيقام هذا العام رأى أن يكون في مكان لائق كما في دول العالم حيث يقام في أفخم الأماكن والفنادق في حين كان يقام عندنا بالمعرض القديم ضمن أكشاك لبيع العصائر والشيبس وبتنظيم غير جيد.

وفي ختام حديثه تمنى رئيس جمعية المخترعين بريف دمشق من المخترعين التواصل مع الجمعية وفروعها بالمحافظات للمّ الشمل وتنسيبهم أصولاً أملاً بدور مهم قادم للعلم والاختراع والتوجه نحو الانفتاح على دول العالم ووجود انطلاقة واثقة في ظل الحكومة الجديدة لإيلاء المبدعين اهتماماً جدياً.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار