المَسرحيُّ الدكتور عجاج سليم: على الفنانين تشكيل قوة ناعمة مؤثرة في صياغة عقد اجتماعي سوري جديد!
الحرية- جواد ديوب:
يتعين على الناس عموماً والمثقفين بكل أطيافهم لعب دور مهم في صياغة ملامح المراحل الثقافية في بلادهم خاصة وقت الحروب وبعد نجاح الثورات أو في مرحلة المخاض وانتظار “قيامة جديدة” لبلدٍ متعب ومكلوم لكنه لم يفقد الأمل بعد كما هو حاصلٌ الآن في سوريا.
المخرج المسرحي الدكتور عجاج سليم (الحاصل على الدكتوراه من الأكاديمية الحكومية للمسرح والموسيقا والسينما في سان بطرسبورغ) يحدث جريدة (الحرية) عن رؤيته لدور المثقفين في المراحل المقبلة وعن المخرجين تحديداً بما لديهم من قدرة على الجمع بين الفنانين… ويقول:
“أعتقد أن دور الثقافة بالأزمات هو دورٌ رئيس وكبير في حمل هموم الناس وتطلعاتهم.. والمفروض على الثقافة والفنون بشكل عام أن تقدم أجوبة عن الكثير من الأسئلة التي تدور في ذهن الناس جميعاً (الذي ساهم في الثورة منذ البدايات والذي قاتل وحرّر وذاك الذي قام بواجبه وقدم تضحيات وأرواحاً للوطن…الخ) خاصةً في ظل وجود وسائل إعلام ممنهجة ووسائل الضخ الاجتماعي بمنشوراتها الكاذبة المحرضة”.
وجهات نظر
الدكتور عجاج سليم والذي شغل مناصب مسرحية مهمة في سوريا منها مدير المسرح القومي بدمشق ومدير المسارح والموسيقا ووكيل المعهد العالي للفنون المسرحية يرى أنه “حين تبحث الناس عن أجوبة لأسئلة وجودية وحياتية معيشية وأخرى متعلقة بالشأن الوطني العام مع وجود لغط كبير وتعدد في وجهات النظر والتخبط والضياع ومحاولة متابعة قنوات عربية وليست سورية… إذاً أمام هذه الحالة العامة؛ من الواجب على الفنانين السوريين تحديداً أن يرسخوا حكاية الوحدة الوطنية من دون مزاودة طبعاً، وعلى المثقفين عموماً العمل على نشر الوعي وثقافة المحبة والمعرفة، والعمل على كتابة عقد اجتماعي جديد بين المواطنين والدولة بمفهومها العام، يعتمد هذا العقد على الحرية والمساواة واحترام الطوائف وحرية عمل أحزاب جديدة تمسح ما كان يسمى (أحزاب الجبهة الوطنية)… إذاً إن كل ما ذكرتُه -الكلام للدكتور عجاج- هو واجبٌ على المخرجين والممثلين وبالنقاش الدائر بينهم والأعمال المتوقعة منهم… مطلوبٌ منهم التركيز على رؤية إنسانية تشكل قوة ناعمة لها تأثير على مجريات الأحداث وتوجيهها نحو مسارها الصحيح بالتعاون طبعاً مع الإعلام الحقيقي الحر”.
سوريا تستحق العيش الكريم وكلنا لها!
*هل أنت متفائل؟
**النظام المجرم السابق سرق كل البلد ودمر مواهبه ومثقفيه الأحرار. وطاقاته البشرية الغنية والمتنوعة.. وأعتقد أن الإجرام بدأ منذ ما دعي (ثورة الثامن من آذار) وإسقاط شكل الحكم الديمقراطي وعسكرة البلد، وحين تمت السيطرة والقمع وتعميم ثقافة الحزب الواحدة بعد وجود مثلاً أكثر من ٣٦ صحيفة محلية متنوعة الطيف السياسي، لكن السوريين أثبتوا -وخاصة منذ سقوط الطاغية- أن ما يحدث من أمور وحوادث هنا وهناك رغم قسوته وبشاعته إلا أنه لا يقاس بما كان من الممكن حدوثه… بل أثبتوا أن الناس تعبت من الحروب، وأنهم شعب سوري واحد، فسوريا تستحق العيش الكريم وكلنا لها”.
يذكر أن للدكتور المخرج عجاج سليم أعمالاً مسرحية منها: عمل للأطفال “بدور والأقزام السبعة 1983″، “سفر برلك 1994″، “نيغاتيف 1995″، “الغول 1995″، “يوم من زماننا 1996″، “نور العيون 2001″، “المفتش العام 2004″، “بستان الكرز 2006″، “الجزيرة القرمزية 2006″، “الليلة الثانية عشر 2011″، “هوب هوب 2014″، و”كيميا 2019”.