من ظلال الثأر إلى نور القانون.. سورية تعيد بناء ذاتها

الحرية – إلهام عثمان:

في وقت قد يعتبر فيه الثأر خياراً سهلاً، لابد أن يكون القانون سيد المجتمع، كيف لا.. وهو المحور الرئيسي لأمن واستقرار كل المجتمعات المتقدمة، سابقاً؛ و عبر التاريخ، كان الثأر والتسامح توجهاً تقليدياً تتبعه المجتمعات في أوقات الاضطرابات، لكن، في سورية اليوم، تجلى الأمل في إعادة بناء الدولة بعد سنوات من الحرب، وهنا لابد من طرح سؤال محوري: هل يجب علينا الاستمرار في ثقافة الثأر كقانون الغاب؟ أم يجب أن نرتقي إلى مفهوم القانون والعدالة؟

التغيرات بعد الثورة

و في هذا السياق بين حسام عمير خبير اجتماعي من خلال حديثه لـ ” الحرية”، أن الثورة السورية جلبت تغييرات جذرية، ولعبت دوراً مركزياً في إحداث التحولات السياسية والاجتماعية، أولها الإطاحة بالنظام السابق، والذي بعنجهيته وبطشه سلب منا من نحب، متجاوزاً كل القوانين وأهمها حق التعبير، والذي يعتبر حقاً عاماً، ومع تحقيق الانتصار وبزوغ فجر جديد، بدأ المواطنون يوجهون أنظارهم نحو مستقبل البلاد، وهنا، تتجلى الأهمية الكبرى لبناء دولة تضمن الحقوق للجميع، بعيداً عن ثقافة الثأر التي أنهكتها العشوائيات التعسفية في القوانين.

حق القانون

وهنا يؤكد المحامي سامر محمد من خلال حديثه لـ” الحرية”، أن الشخص الذي يسعى للحصول على حقه لابد أن يفعل ذلك من خلال بوابة القانون، وليس من خلال الأساليب التقليدية التي تذكرنا بقانون الغاب، وهذا ما كشف عنه القائد أحمد الشرع في تصريحه السابق، والذي أشار فيه إلى أن العالم المتقدم يستند إلى قاعدة أساسية، مفادها الحفاظ على الحقوق الشخصية من خلال الأطر القانونية، حيث يتمكن الأفراد من التعبير عن آرائهم بعيداً عن الخوف، شرط ألا يتجاوزوا أو يخربوا الممتلكات العامة أو يتعدوا على القوانين نفسها.

فكرة التعبير عن الرأي

لذا تعد حرية التعبير، في أطر قانونية هي قمة الحكمة الإنسانية هذا ما أكده محمد، وهو ما يميز الإنسان عن الحيوان، ويجب على المجتمع السوري أن يعيد الاعتبار لهذه الفكرة، بسبب أهميتها في بناء الممارسة الديمقراطية، بحيث تتاح الفرص للناس ليعبروا عن مطالبهم بطريقتهم، مع التأكيد على أحقية الدولة في حماية الأملاك العامة والحفاظ على الأمن.

الوصل بين الأجيال

كما بين محمد أن على الأفراد أن يدركوا أن بناء الدولة لا يتطلب التنازل عن الحقوق، وإنما تطوير آليات قانونية لتحقيقها، فالأجيال الجديدة في سورية بحاجة لتفهم أن التقدم لا يأتي عبر الانتقام، بل من خلال التعاون والمشاركة في صياغة مستقبل أفضل.

وختم عمير أن علينا جميعاً كأفراد ومجتمع أن نرتقي بتفكيرنا، ونسعى لبناء مستقبلٍ يسوده القانون والعدل، لنسهم جميعاً في طرق أبواب الفرح والأمل لمستقبل سورية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار