تشرين النصر والبناء..

وحدها “ذاكرة تشرين” تعطينا الأمل في هذه الأيام الصعبة، وتعيد إلينا نشوة الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري في حرب 6 تشرين التحريرية بقيادة القائد الخالد حافظ الأسد، وتضع سورية أمام تاريخ متجدد يحمل الكثير من المعاني، ترجمت على أرض الواقع بدءاً من التحرير وصولاً إلى البناء الاقتصادي والاجتماعي والخدمي على كامل تراب بلدنا..
فذكرى اليوم تعود بنا من  العام 1973 بما يحمله هذا التاريخ من دلالات ومعانٍ أخلاقية وسياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية, وفكر متجدد يرقى إلى شمولية الوطن, وطموح يُبنى عليه نقل سورية إلى مصافي الدول المتقدمة في جميع المجالات, فكان القائد الخالد حافظ الأسد (رحمه الله) ذلك الطموح , وحرب تشرين وما بني عليها  الأرض الخصبة لنموه بما تحمله من معان إنسانية وأخلاقية لبناء سورية الدولة؛ القوية اقتصادياً, والمتماسكة اجتماعياً, والمتفوقة ثقافة وعلماً, والمؤسسة لحضارة تحمل في طياتها كل مفاهيم العلم الحديث وتسخيرها لخدمة المواطن السوري.
“حرب تشرين” كانت القوة الحقيقية التي رسمت ” خارطة جديدة لسورية” استلهمت ثوابتها من ميدان التصحيح الذي غير المحتوى السوري باتجاه البناء الحديث لكل مكونات الدولة، الأمر الذي أثار كراهية الأعداء، وحقدهم وكيدهم المؤامرات للنيل من هذا المكون فكانت ” حرب تشرين التحرير” بالمرصاد، حيث شكلت القوة التي حددت هوية الدولة المستقبلية, ورؤيتها لبناء مستقبل الشعب السوري , وتحقيق رفاهيته بالاعتماد على الإمكانات والموارد والطاقات المتوفرة, والأهم من ذلك العمل على نقل الاقتصاد السوري من مرحلة العوز, إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي من المواد الضرورية وخاصة الزراعية والصناعية منها, وانتقالها تدريجياً إلى تصدير الفائض منها.
والمتتبع لسنوات ما بعد العام 1973 والقارئ للأرقام الاقتصادية والصناعية, ومستوى الخدمات المتطورة في التعليم والنقل, والاتصالات, وزيادة في الوعي الثقافي, وانتشار مفاهيم التعليم الجديدة, والأهم ما حققته عوائد “تشرين التحرير”من تحسن في الإنتاج والإنتاجية، وانعكاسها بشكل إيجابي على معيشة المواطن اليومية، والتي تناسبت طرداً مع زيادة المردودية الاقتصادية , يدرك تماما صوابية النهج للقائد الخالد حافظ الأسد بدءاً من اللحظات الأولى التي قاد بها الحركة التصحيحية والتي كانت صافرة البداية لتحديث سورية وبناء دولة عصرية تمتاز بكل مقومات البقاء والديمومة ..
وهذا الأمر لم يرُق لأعداء سورية في الداخل والخارج فكانت المؤامرات تسبق أي عملية تطوير, أو إنجاز تحققه الحركة، حيث الحروب والدسائس , والمتآمرين وأعدادهم المتزايدة لضرب انتصارات ” تشرين”  على كل الجبهات…
وهذا الأمر استمر خلال العقود الماضية لأن الإنجازات الكبيرة, وما حققته سورية لم تستطع الدول المعادية تحمّله فلم تنتهِ مؤامراتها , فأعلنت الحرب مجدداً ,ولكن بوسائل أخرى, بقصد تدمير مقومات الاقتصاد الوطني وتفكيك بنيته الأخلاقية والاجتماعية, وقتل روح المبادرة لأبنائه, واغتيال الكفاءات، والخبرات العلمية والفنية, وتدمير الخدمات والمنشآت الصناعية والنفطية، بقصد حرمان الشعب من ثرواته, لكن بإرادة “تشرين وأهله وجيشه، وقيادته” سنعيد ملاحم البطولات، ومجد الانتصارات إلى سجل التاريخ الوطني، وذاكرته التي تحوي كل إنجازات الحرب ومكونها الأساسي “التصحيح المجيد ونتائجه” التي شملت كل جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، والأيام القادمة ستشهد على حرب تحرير جديدة يقودها فكر تشرين .

Issa.samy68@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار