الصورة التي كادت أن تقتل النص
تشرين- وصال سلوم:
يقول الأديب الروسي (إيفان تور جينيف) في رواياته (آباء وأبناء): إن الصورة الواحدة قد تعرض ما قد يستطيع كتاب أن يقوله في مئة صفحة.
لذلك وأكثر كان الاحتفال واجباً بيوم التصوير العالمي يوم( 19) آب من كل عام، حيث استطاعت الصورة التي قدمتها عدسة فنان مميز أن تكون مناسبة سنوية تستحق الاحتفال والتذكير بالعرفان لكل من الفنانين والعالمين الفرنسيين لويس داجير وجوزيف نيبس اللذين التقطا أول صورة فى التاريخ واخترعا التصوير الفوتوغرافي.
البداية
حيث كانت البداية عام 1839 يوم أعلن لويس داجير عن اختراعه لما يعرف بـ “نظام داجير”، أو الـ”داجيروتيب”، وهو أول نوع للتصوير الفوتوغرافى، وكان يوم ( 19 ) آب من العام نفسه، يوم تسجيل براءة الاختراع التي كانت بمثابة نقلة نوعية وفنية عالمية تم الإعلان عنها بشكل رسمي وصارت يوماً احتفالياً عالمياً.
هذا النجاح الذي تحقق بتعاون لويس جاك الفنان والكيميائي الفرنسي مع المخترع جوزيف نيبس لتطوير التصوير الفوتوغرافي.
كانت الصورة
وكانت الصورة سابقاً لتسجيل مظاهر الحياة وظواهرها وللتعبير عن الأحاسيس وتوضيح معاني الكلمات خاصة تلك الجديدة على السامع أو القارئ.
لكن، الصورة بشكلها الحداثي كانت أولى الرسائل التي تعامل بها البشر منذ آلاف السنين وكانت الصورة هي أول شيء لجأ إليه الإنسان البدائي للتعبير عن نفسه وعن أفكاره وكانت أول الحروف الهجائية في اللغة الإنسانية على شكل صور طيور وحيوانات، وتابع في استخدام الصورة وتجسيد ذاكرته بخطوط تصويرية تعبيرية بطرق متعددة وبقيت الصورة حتى القرن الثامن ترسم يدوياً بالقلم أو بالفرشاة حتى كانت ثورة الصورة الفوتوغرافية.
صور الصحف
وإعلامياً صارت الصورة حاملاً رئيساً في الصحف وبات التصوير الصحفي فناً قائماً بحد ذاته، وشهد تطورات كبيرة نقلته من مرحلة الفن الجمالي إلى المرحلة الإعلامية كفن تطبيقي وظيفي يهتم بالقيم الإخبارية والصحفية.. وفي عام 1940 انتقلت الصورة من فعل يضاف إلى الخبر الإعلامي وإلى الفعل الخبري ككل وظهر لأول مرة فريق من المصورين الذين اعتمدوا في عملهم الإعلامي على الموضوعات التسجيلية وركزوا عليها بشكل أساسي أكثر من التركيز على الموضوعات الجمالية وصارت المدرسة التسجيلية هذه النواة الأولى لفن التصوير الحقيقي.
وبدأت مرحلة جديدة في التصوير حيث تحول من الاهتمام في النواحي الجمالية إلى النواحي الإعلامية وأصبحت العناوين الأساسية في الصورة من مثل تكوين وإضاءة ونسب وغيرها من المعايير الجمالية تأتي في المرتبة الثانية بعد القيمة الإخبارية للصورة.. وبدأت تظهر أهمية الصورة الصحفية للخبر الصحفي أكثر من كونها صورة جمالية فقط.
بمشاركة المقال
وهناك الكثير من الأخبار والكلمات غير قادرة على إيصال مضمون المقال للقارئ إن لم تشاركها الصورة فعل الخبر.. فهي تشبع حاجة القارئ للقراءة والاطلاع أولاً وتؤثر فيه باستغلال قوى اللفظ والصورة معاً وكذلك تترك بعداً آخر على الشخصية أو الموضوع أو العنوان الذي يستحق أن ينشر عنه شيء ويستحق التوثيق بصورة، كما تجعل الخبر ذا مظهر مليء بالحيوية والنشاط والتنوع وتضيف عليه شيئاً من الجاذبية ويمكن أن تحيلها لتكون في مصاف الأرشفة الإعلامية.
وصارت الصورة عنصراً إعلامياً ووظيفياً فكانت خير تعبير عن الأخبار والأحداث. ولأهميتها أصبح يطلق على أحد الأنواع الصحفية التي تعتمد على الصورة بالصحافة البصرية أو الصحافة المصورة أو الصحافة الفوتوغرافية.
لذلك وأكثر تحتاج الصورة اليوم فعل الاحتفال لما حققته من حالة توثيقية وجمالية تركت ومازالت عظيم الأثر على العين البصرية الجمالية وعلى العلوم كلها والإعلام بشكل خاص مميز..
احتفاءً بالتصوير
قالوا احتفاء بالصورة:
“لا أثق بالكلمات. أثق بالصور.” – جيل بيريس
“التصوير يأخذ لحظة من الزمن، مغيراً الحياة بإيقافها مؤقتًا.” – دوروثيا لانج
“التقاط الصور هو تذوق الحياة بشكل مكثف، كل مائة من الثانية.” – مارك ريبو
“أفضل شيء في الصورة هو أنها لا تتغير، حتى عندما يتغير الأشخاص فيها.” – آندي وارهول
“ما يعجبني في الصور هو أنها تلتقط لحظة ذهبت إلى الأبد، من المستحيل إعادة إنتاجها.” – كارل لاغرفيلد
“عندما أمسك بالكاميرا في يدي، لا أعرف الخوف.” – ألفريد آيزنشتات
“أنت لا تلتقط صورة، أنت تصنعها.” – أنسيل آدامز