تكاليف الإنتاج أرهقت مزارعي البندورة.. ومبيع المنتج لا يعوّض رأس المال

السويداء- طلال الكفيري:
لعلّ تكاليف إنتاج البندورة المرتفعة هذا الموسم،التي زادتها أضعافاً درجات الحرارة المرتفعة التي سادت المنطقة خلال الفترة الماضية، وخاصة بعد وصول تكلفة إنتاج الدونم الواحد من البندورة إلى نحو 20 مليون ليرة متضمناً أجور رش وتسميد وسقاية وغيرها، جاءت غير متوافقة على الإطلاق مع مبيع المنتج، الذي بدأ يدخل أسواق محافظة السويداء، ما ألحق بالمزارعين خسائر مالية كبيرة ، ليكون الرابح الوحيد في جولة الموسم الزراعي لمادة البندورة هم السماسرة والتجار.
وما زاد من طين الخسائر بلّة هذا الموسم هي موجة الحر التي أدت إلى تراجع كميات الإنتاج، لأن الارتفاع الحراري يحول دون إثمار الخضار بسبب سقوط نسبة كبيرة من الزهر عن النبتة وتلفه قبل انعقاد الثمار، الأمر الذي دفع الكثيرين من الفلاحين للتفكير جدياً بالعمل على توديع هذا الكار، وخاصة أن من يذوق مرارة التكاليف هم المزارعون، بينما من يقطف شهد الأرباح هم التجار.
ويشير عدد من المزارعين لـ” تشرين” إلى أنّ أول غيث هذه التكاليف المدفوعة من جيوبهم من دون استرداد رأس مالها، هي شراؤهم مادة المازوت من السوق السوداء بأسعار مرتفعة جداً وصلت إلى 13 ألف ليرة لليتر الواحد، وذلك لزوم مولدات الديزل لتشغيل آبارهم الزراعية، التي أخرجتها ساعات التقنين الطويلة للكهرباء، من عملية الضخ لأكثر من أربع ساعات متواصلة.
يضاف إلى ما ذكر شراؤهم ” الفلينة” الواحدة لزوم محصولهم بسعر 50 ألف ليرة، ناهيك باليد العاملة التي أصبحت تتقاضى أجوراً عالية ، بينما الضربة المالية الموجعة التي أرهقت جيوبهم، هي تقاضي أصحاب السيارات الناقلة لمادة البندورة من مزارع الإنتاج إلى سوق هال مدينة دمشق2 مليون ليرة كأجور نقل، وذلك لعدم قدرة سوق هال مدينة السويداء على استيعاب كامل الإنتاج.
والأهم من كل ما ذكر هو مبيع كيلو البندورة من أرض المزرعة بسقفٍ لا يتجاوز 1500 ليرة للتجار والسماسرة، ليطرح بالأسواق فيما بعد بسعر يتجاوز سقفه الـ 5 آلاف ليرة للكيلو الواحد.
ويطالب مزارعو البندورة بضرورة إيجاد منافذ تسويقية لمنتجهم، وألّا يبقوا تحت رحمة التجار والسماسرة الذين يجنون الأرباح، ليخرج الفلاحون من “المولد بلا حمص”.
وفي هذا السياق، أوضح مدير زراعة السويداء المهندس أيهم حامد لـ ” تشرين ” أن المساحات المزروعة بالبندورة هذا الموسم بلغت 705 هكتارات، ويتم تسويق المادة ضمن أسواق المحافظة الداخلية، وبقية الإنتاج تذهب إلى سوقي هال مدينة دمشق السويداء.
وتكثر زراعة البندورة في مناطق قيصما ومدينة السويداء وكناكر، ومعظم الزراعات مروية على الآبار الزراعية الخاصة.
منوهاً بأن الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة، يؤدي إلى إصابة المحاصيل بأمراض فطرية، إضافة لانتشار الحشرات في النباتات، وهذا سيرتب على الفلاحين تكاليف إضافية لاضطرارهم إلى شراء أدوية زراعية وأسمدة وغيرها من المستلزمات.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
"الزراعة" تناقش الخطة الزراعية المقبلة: وضع رقم إحصائي ومراجعة بروتوكول إنتاج بذار القمح والترقيم الإلكتروني لقطيع الثروة الحيوانية برنامج ماجستير تأهيل وتخصص في التنمية المجتمعية بالتعاون بين الجامعة الافتراضية السورية ومؤسسة التميز التنموية إطلاق أول اجتماع لشرح آليات تنفيذ دليل التنمية الريفية المتكاملة في طرطوس وزارة الداخلية تنفي ما يتم تداوله حول حدوث حالات خطف لأشخاص في محلة الميدان بدمشق على خلفية مشكلة خدمة دفع الفواتير عبر الشركة السورية للمدفوعات.. "العقاري": السبب تقطع في خطوط الاتصال وتم الحل المشهد الأميركي- الانتخابي والسياسي- يتخذ مساراً تصاعدياً بعد محاولة اغتيال ترامب.. لماذا إقحام إيران؟.. بايدن يُمهد لانسحاب تكتيكي ويلمح إلى هاريس كـ«رئيسة رائعة» أول تجربة روسية للتحكم بالمسيرات عبر الأقمار الصناعية تربية دمشق استقبلت نحو 17 ألف اعتراض 42 ضابطة مائية في دمشق.. والمياه تسرح لغسيل السيارات وتبريد الشوارع! ضريبة التأخير.. غياب المجبول الإسفلتي يعرقل ويوقف تنفيذ «طريق حرير» مصياف -حمص