موسم تخزين البازلاء والفول يؤمّن فرص عمل جيدة ومصدر دخل للعديد من الأسر
طرطوس – وداد محفوض:
اعتادت العائلات في طرطوس في أواخر شهر نيسان من كل عام تخزين “المونة” من البازلاء والفول تجهيزاً لفصل الشتاء.. ولأسباب متعددة كـ(العمل، المرض، الحالة المادية الجيدة) تلجأ بعض الأسر للاستعانة بسيدات للقيام بتجهيز المؤونة لها، ما يوفر فرص عمل في مجال تجهيز هذه المؤونة لتلك العائلات، أو بيعها جاهزة “مفروطة” أو مفرزة أو حتى (ميبسة) أحياناً، وكله حسب طلب الزبون.
وفي جولة لـ”تشرين” على أسواق الكراج القديم والرمل لرصد الأسعار، تراوح سعر كيلو البازلاء الخضراء بين 7- 10 آلاف، بينما سعر الكيلو من الفول بين 4- 6 آلاف، أما البازلاء الخضراء المفروطة تباع بين 25 إلى 35 ألفاً للكيلو الواحد حسب الجودة، أما الفول فيباع الكيلو المفروط بين 15 -20 ألفاً إن كان بلدياً.
وبينت رباب مدرسة وربة أسرة أن حاجة أسرتها المؤلفة من 5 أشخاص هي 5 كيلوغرامات من البازلاء الخضراء المفروطة، و5 كيلوغرامات من الفول أيضاً كل عام، وعملها كمدرسة لا يسمح لها بشراء البازلاء والفول وتفصيصها بالمنزل لذلك تلجأ إلى شرائها “مفروطة”، وبعدها تقوم بوضعها في أكياس المؤونة وتفرزها لأنها هذا العام قد نعمت بتركيب ألواح الطاقة الشمسية لتشغيل المجمدة “الفريزر” الخاصة بالمؤونة، مضيفة أن تكلفة مؤونة البازلاء بين 125 إلى 150 ألفاً، و الفول حوالي 100 ألف، سيكبدها مبلغاً لا يستهان به ويحتاج إلى ميزانية لكنها مضطرة لذلك لأن عملها كمدرسة لا يسمح لها بالقيام بهذه الأعمال.
أما العم “أبو علاء” أوضح أنه يشتري البازلاء والفول منذ بداية الموسم على مراحل وتقوم زوجته بتجفيف البازلاء والفول، ضماناً لبقائها وعدم رميها كما حصل في العام الماضي بسبب قطع الكهرباء المتواصل، مؤكدا أنه دفع ثمن المؤونة مرتين مرة حين عفنت أكياس المؤونة بسبب عدم وجود الكهرباء ومرة حين اضطرّ لشرائها مفرزة وبأسعار خيالية.
بدورها بيّنت “أم حمزة” وهي سيدة تعمل بتجهيز وبيع المؤونة أنها تعمل في “فرط” البازلاء والفول، وتتقاضى على الكيلو 3000 ليرة، لكنها اشتكت ارتفاع سعر الخضار هذا العام، ما أثر على عملها، حيث يفضل الكثير من الأهالي شراءها وتجهيزها في المنزل بأنفسهم، ولهذا السبب انخفض المبيع عن العام الفائت، موضحة أنها ستقوم هذا العام ببيع الخضار “الميبسة” أو “المفرزة” كل حسب طلبه، لأنها قامت بتركيب ألواح الطاقة الشمسية للبدء بمشروعها الجديد بتفريز جميع أنواع الخضر، مؤكدة أنه سيحقق ربحاً جيداً يغطي نفقات عائلتها ويعينها على تجاوز الظروف المعيشية الصعبة حسب تعبيرها.
أبو أحمد صاحب محل في سوق الخضار أكد أن البيع هذا العام أقل من العام الفائت لأسباب عديدة؛ منها: عدم القدرة الشرائية أو الخوف من تلف المؤونة من البازلاء والفول، موضحاً أن أغلب الأسر تشتري حاجتها فقط للاستهلاك الحالي وليس للمؤونة وأكثرهم يشتريها إما ميبسة وإما معلبة حسب حاجته لها في الشتاء.
وأوضح صاحب “سوبر ماركت” أن سعر البازلاء الخضراء المفرزة مرتفع، ولن تسعر لحين قدوم موسم الشتاء، لأنها تحتاج إلى تبريد 24 ساعة، وبالتالي واقع الكهرباء على عكس ذلك، واعتمادهم يكون على المولدات أو ألواح الطاقات الشمسية فتكلفة المحروقات مرتفعة، وصيانة الألواح مرتفعة أيضاً، إضافة إلى أن السعر الذي تضعه شركة بيع البازلاء والفول المفروطة وجميع الخضار التي تفرز يكون مرتفعاً أيضاً، عدا عن مصاريف نقل البضائع، وأن كل هذه الإضافات في السعر ستحمل على الزبون.
من جهته أكد نديم علوش مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك لـ”تشرين” أن أسعار البازلاء والفول مقبولة في الأسواق لمثل هذه الفترة من السنة، وأوضح أن أسعار الخضر المفرزة كالبازلاء والفول إن كانت لدى أصحاب المشاريع الصغيرة فهي تعتبر بالاتفاق بين المستهلك والبائع، أما بالنسبة لشركات توزيع المواد المفرزة فتقدر أسعارها من قبل دوريات التموين بعد حساب أسعارها ووضع أجور النقل ومواد حفظها ووسائل حفظها بالمجمدات العاملة على المولدات أو الألواح، وفي حال وجود أي مخالفة ينظم الضبط اللازم ويغرم صاحب المحل.