بهدف التشجيع على القراءة.. القصر الثقافي في بانياس يطلق مبادرة “الكتاب للجميع”
طرطوس – ثناء عليان:
بهدف التشجيع على القراءة الورقية ومصاحبة الكتاب أطلق القصر الثقافي في بانياس مبادرة لتبادل الكتب تحت عنوان “الكتاب للجميع”، وهي الأولى من نوعها على مستوى محافظة طرطوس عامة وبانياس خاصة، وتقوم المبادرة على فكرة استقبال جميع أنواع الكتب “أدبية، علمية، فكرية، ساسية” من الأشخاص الراغبين بتقديمها كهدية للمركز، ليتم وضعها في بهو المركز ضمن خزائن مخصصة، لإتاحتها أمام الجمهور وتمكينهم من اقتنائها مجاناً وفق عملية تدوير الكتب وتبادلها.
رئيس المركز الثقافي في بانياس خالد حيدر بيّن في تصريح لـ “تشرين” أن الهدف من هذه المبادرة هو تشجيع القراءة ونشرها وجعلها عادة يومية لمختلف فئات المجتمع، لافتاً إلى أن هناك الكثير من الكتب التي تقبع في مكتبات المنازل، وغالباً تبقى على حالها لسنوات طويلة تحت عنوان “المكتبة ثروة”، مؤكداً أن الكتاب والمكتبة فعلاً ثروة، ولكن عندما تُقرأ وتصل إلى أكبر عدد من القراء، من هنا كانت الفكرة في أن نساهم كمؤسسة ثقافية في تعميم الكتاب ومشاعيته، ونشر المعرفة ووضع الكتاب في يد كل راغب باقتناء كتابٍ لا يستطيع شراءه، ودعا حيدر أصحاب المكتبات المنزلية الكبيرة للمشاركة بهذه المبادرة، وإفساح المجال للمهتمين بالقراءة والمطالعة للاستفادة مما تحتويه مكتباتهم من كتب، مؤكداً ضرورة تعميم هذه المبادرة من خلال وضع الكتب بمتناول اليد طالما تُحقق معايير اقتناء الكتب في مكتبات المراكز الثقافية.
بدورها بينت معاونة مدير المركز ومنسقة المبادرة المهندسة والروائية لميس بلال أهمية المبادرة في ظروف غلاء الكتاب وصعوبة الحصول عليه وخاصة من قبل شريحة الشباب، بالإضافة إلى توافر معلومات ومجموعة من الكتب المعرفية التي تخدم ثقافتنا الوطنية، اطلقنا في قصر ثقافي بانياس مبادرة المعرفة عطاء لتبادل الكتاب التي يقدمها المتبرعون لتوضع ضمن مكتبة خاصة متاحة لمن يرغب باستعارتها.
ولفت بلال إلى أنه تم استلام منذ اللحظة الأولى من إطلاق المبادرة عدد من العناوين والكتب التي وضعت في مكتبة التبادل بشكل مباشر، مؤكدة أن الإقبال كان جيداً وخاصة من قبل التلاميذ الذين يتقدمون هذه الفترة إلى مسابقة تحدي القراءة ضمن توجيهات مشرفيه، وتضمنت الكتب المتبرع بها –حسب بلال- كتباً جامعية وروايات باللغة الانكليزية، وكتباً للأطفال والناشئة، حيث يتم العمل على ارشفتها لتكون متاحة لجميع شرائح المجتمع بشكل آني ولحظي، كما سنعمل على توطيد هذه المبادرة واستمرارها بشكل دائم، لتصبح جزءاً من الخدمات التي يقدمها القصر الثقافي للمجتمع المحلي إلى جانب المكتبة العامة ومكتبة الأطفال ودورات الثقافة الشعبية وغيرها، وهي من جهة تخدم من يرغب في امتلاك وقراءة الكتب، ومن جهة أخرى يمكن أن تكون ملتقى للمتبرعين ممن يملكون عدة نسخ عن بعض الكتب لنفس العناوين، ويلتقون مع بعضهم وتصبح مناسبة للقاء وتبادل الآراء وغير ذلك.
ويرى الشاعر علي سعادة وهو من رواد المركز أن الفكرة نبيلة وجديرة بالمتابعة والمشاركة، مؤكداً حاجتنا إلى تبادل الكتب والأفكار خاصة بعد تراجع القراءة الورقية لأسباب عديدة، منها انتشار وسائل التواصل وعدم قدرة الكثيرين على شراء الكتب، منوهاً بأن الكتاب غذاء للعقل والروح وعلينا جميعاً المساهمة في تفعيل وتنشيط فكرة تبادل الكتب.