التصحيح المجيد.. تحول استراتيجي نوعي غني بالعطاءات والإنجازات

تشرين-أمين الدريوسي:

السادس عشر من تشرين الأول من كل عام يجدد السوريون احتفالهم بالذكرى السنوية للحركة التصحيحية المجيدة التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد والتي لاقت تأييداً شعبياً كبيراً، لأنها شكلت تحولاً استراتيجياً نوعياً في تاريخ البلاد المعاصر، ليتم إرساء قواعد جديدة لدولة القانون والمؤسسات، والتمهيد لتحقيق الكثير من الإنجازات في مختلف المجالات الاقتصادية، والعلمية والثقافية والاجتماعية والعسكرية والسياسية.

إن الحركة التصحيحية ساهمت في خلق حركة تنموية شاملة وعمقت التلاحم بين الشعب وقيادته السياسية وعززت دور المؤسسات الوطنية لأنها كانت ولا تزال مرحلة متقدمة في تاريخ الشعب السوري، و محطة مهمة يعيشها أبناؤه بكل فخر، ما يؤكد تمسكهم بالإنجازات التي تحققت نتيجتها خلال العقود الماضية، وهذه الحركة المباركة كانت كفيلة بنقل سورية من حالة عدم الاستقرار في الحياة السياسية إلى حالة التقدم والقوة والثبات والاستقرار السياسي والثقة بقدرة الشعب على تحقيق الأهداف والإنجازات وهو ما أكد مكانة سورية ودورها الوطني والقومي الذي يتناسب مع موقعها الاستراتيجي عربياً وإقليمياً.

كما وشكلت الحركة التصحيحية مفصلاً تاريخياً مهماً ومصيرياً في سورية والمنطقة كلها، ويشهد لهذه التحولات الكبيرة والخطيرة التي شهدتها سورية على الصعيد الداخلي من بناء وأمن واستقرار وكانت أيضاً منطلقاً لبناء سورية الحديثة وفق منظور عمل مؤسساتي يقود عملية التغيير والبناء وصولاً إلى تحقيق تطلعات الشعب وأهدافه داخلياً وخارجياً، بإنجازات عظيمة تحققت بفضل التصحيح وظهرت جلية من خلال تفعيل عملية النهوض المتكامل بالوطن ورفع معدلات النمو الاقتصادي وتسهيل الاستثمار وصولاً إلى تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، أما على صعيد المنطقة والأمة، فقد شكلت دوراً سورياً إقليمياً وقومياً، قوياً وفعّالاً لا يمكن لأحد في العالم أن يتجاوزه أو أن يتغاضى عنه أياً تكن التطورات الدولية أو الإقليمية.

هذه الإنجازات عكست مسيرة الجيش العربي السوري العقائدية لسنين طويلة حتى استطاع تحقيق انتصاراته في حرب تشرين التحريرية عام 1973، و على قوى الغدر والشر والعدوان خلال الحرب الإرهابية الغادرة والوحشية التي شنتها قوى الظلام والاستعمار بأنواعه على سورية، وذلك تم أيضاً بفضل قيادة وحكمة وشجاعة السيد الرئيس بشار الأسد الذي أكد تصميم السوريين على متابعة نهج التصحيح وعطاءاته المتعددة وذلك استكمالاً للمسيرة بكل قوة وعزيمة، وعلى مسار ونهج القائد المؤسس حافظ الأسد.

وكما بالأمس فاليوم وغداً ستواصل سورية السير على نهج التصحيح من خلال التمسك بالنهج الوطني والقومي ومتابعة مسيرة البناء والتطوير والتحديث التي أطلقها الرئيس بشار الأسد وشملت مختلف الجوانب حيث كان للتشريعات والقوانين والأنظمة النصيب الأكبر منها والتي عمل مجلس الشعب على إصدارها بما يتناسب مع هذه المسيرة والمصلحة الوطنية وبما يعزز سيادة القانون، ورسخت مبادئ ثابتة في العمل الوطني والقومي ومواصلة نهج التقدم الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والاستمرار في تعزيز الديمقراطية، وأكدت أن الوطن هو الغاية والإنسان هو الهدف والقانون فوق الجميع، وأن نهج العمل الوطني هو المراجعة والتحديث والتطوير والشفافية ومعالجة الخلل ومكافحة الفساد، وتجسيد القيم الأخلاقية وأمانة المسؤولية والنزاهة والكفاءة والإخلاص للشعب، وهي عمل مستمر لصوغ مجتمع عصري أساسه الازدهار الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي، ورفع مستوى حياة الشعب، والمشاركة الديمقراطية الواسعة في ظل المؤسسات والفكر المؤسساتي ودولة القانون.

نحن اليوم إذ نقف أمام الذكرى الـ53 للحركة المجيدة في ظل أوضاع عربية صعبة وخاصة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة فنحن أحوج إلى مبادئها وحنكة وشجاعة قيادتها ممثلة بالرئيس بشار الأسد، خاصة أن سورية واجهت ولا تزال تواجه بشجاعة منقطعة النظير عدواناً شرساً يستهدفها أرضاً وشعباً وجيشاً ومقدرات ومؤسسات مدنية وخدمية، ولكن رغم شراسة العدوان وحجم العصابات الإرهابية والداعمين لها، فإن شعب سورية وجيشه وقيادته صمد في هذه المواجهة وحافظ على وحدة الأرض والشعب، وهو ما يؤكد مرة أخرى أن الحركة المباركة شكلت مفصلاً مهماً ونقلة نوعية عميقة الأثر في تاريخ سورية المعاصر وتميزت بثراء عطاءاتها وإنجازاتها وغنى أعمالها على الأصعدة كافة وفي مختلف المناحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
عمل جراحي نوعي في مشفى الباسل بطرطوس.. نجاح استئصال كتلة ورمية من الدماغ لفتاة بعمر ١٤ عاماً «صحة الحسكة» تتسلم شحنة جديدة من الأدوية "الزراعة" تعتمد أربعة أصناف جديدة من التفاح وتدعو للتشارك مع القطاع الخاص لإنتاج البذور رئاسة مجلس الوزراء توافق على مجموعة من توصيات اللجنة الاقتصادية المرتبطة بتقديم وتحسين واقع الخدمات في عدد من القطاعات بقيمة تجاوزت تريليون ليرة.. 28 مليون مطالبة مالية عبر منظومة الشركة السورية للمدفوعات الإلكترونية أميركا تعود إلى مسار «اليوم التالي» بمقايضة ابتزازية.. و«كنيست» الكيان يصوّت ضد الدولة الفلسطينية.. المنطقة مازالت نهباً لمستويات عالية المخاطر مع استمرار التصعيد شهادتا تقدير حصاد المركز الوطني للمتميزين في المسابقة العالمية للنمذجة الرياضية للفرق البطل عمر الشحادة يتوج بذهبية غرب آسيا للجودو في عمّان... وطموحه الذهب في آسيا مسؤول دولي: أكثر من ألف اعتداء إسرائيلي على المنشآت الصحية في قطاع غزة برسم وزارة التربية.. إلى متى ينتظر مدرسو خارج الملاك ليقبضوا ثمن ساعات تدريسهم.. وشهر ونصف الشهر فقط تفصلنا عن بدء عام دراسي جديد؟