رغم ظروفها الاستثنائية ..محافظة واعدة بالازدهار ترنو إلى استقطاب المستثمرين نهضة صناعية زراعية تبدؤها القنيطرة ..باكورتها إنشاء منطقة صناعية تضم ١٦٦ منشأة ومشروعات استثمارية مهمة

تشرين – ميليا اسبر:
محافظة واعدة بكثير من الازدهار والانتعاش، رغم ظروفها الاستثنائية، فهي مصرّة على أن تبقى شامخة باستقلاليتها وإيمان شعبها وانتمائهم لهذه الأرض الطاهرة، وإيصال رسالة للعدو الصهيوني بأن وجوده مؤقت مهما طال الزمن، وأنها هي الراسخة والمتجذّرة بأرض الوطن مهما عصفت بها الرياح.

166 معملاً
المهندس علي محمد زيتون، مدير المناطق الصناعية والحرفية في القنيطرة ، أوضح أن مشروع المنطقة الصناعية من المشروعات الرائدة، وهي ضرورة ملحّة كإحداث مناطق ومعامل صناعية على أرض المحافظة، وقد تم اختيار الموقع الاستراتيجي وهو في مكان قريب من دمشق، حيث يبعد مسافة ٢٥ كم فقط عنها، منوهاً بأهمية هذا القرب، لأن أي معمل يتم إنشاؤه سوف يبحث أولاً عن سوق تصريف.
ولفت إلى أن المنطقة الصناعية بدأت بمساحة ٢٥ ألف هكتار، بعدد معامل حالياً 166 معملاً و103 حرف، هذه المقاسم الصناعية تم تأمين بنى تحتية لها كما تم إنجاز 60% منها حتى الآن.
مشروعات قيد الإنجاز
وبيّن زيتون وجود مشروعات قيد التنفيذ، منها مشروع جر المياه إلى المقاسم الصناعية، كما يتم التعاقد مع شركة الكهرباء لمد خط مستقل للمنطقة الصناعية من مركز التحويل في “أيوبا”، لافتاً إلى أن هذه المشروعات لن تتوقف، وسوف تستمر حتى إتمامها بشكل كامل، علماً أن بعض المعامل استكملت وبدأت بالإنتاج، ومنها معمل اختصاص زراعات سنية، كما أن هناك عشرة معامل قيد الإنجاز، منها: معمل المعقمات والمرطبات والكريمات الطبية – معمل أسمدة – أعلاف- معمل منظفات، منوهاً إلى أن عدد المكتتبين والحرفيين كامل، والمدة الزمنية لإنجاز كامل المنطقة الصناعية ١٢ سنة، بدأت منذ عام ٢٠١٨ وتنتهي في عام ٢٠٣٠ .
وختم بأن وتيرة العمل بدأت تتسارع حالياً، ويوجد في نقابة المهندسين 80 رخصة لأصحاب معامل بين حرفي وصناعي، يتم إنجاز المخططات الهندسية لها.
407 منشآت وحرف
من جهته مدير الصناعة، المهندس نصر الدين الحلبي أشار إلى أن عدد المنشآت الصناعية بلغ 407 , منها 77 منشأة صناعية و 330 منشأة حرفية، أي إن 70% منها تعمل و30 % خرجت عن الخدمة بسبب الحرب، علماً أن المنطقة الصناعية هي الوحيدة في القنيطرة وحديثة الإنشاء، موضحاً أن أغلب الصناعات في المحافظة زراعية، أهمها خزن وتبريد، أجبان وألبان، أعلاف ومعصرة زيتون، إضافة إلى وجود منشآت كيميائية مثل صناعة الأسمدة والنايلون .
ولفت إلى أن للقطاع العام نصيباً منها، فقد قامت وزارة الصناعة بتخصيص 30 دونماً لإقامة معمل لتعبئة المياه المعدنية، وقريباً سيبدأ العمل بهذا المشروع، إضافة إلى مشروع أجبان وألبان، منوها إلى أن الوزارة تقدم كل التسهيلات للصناعيين أو للحرفيين وتمنحهم التراخيص بإجراءات بسيطة وبعيدة عن الروتين.

إعادة تأهيل المنشآت
الحلبي ذكر أن هناك إعادة تأهيل لثماني منشآت، كانت قد خرجت عن الخدمة، وهناك منشآت قصّ ونشر أحجار بازلتية، إضافة إلى وجود منشآت تسعى لتركيب عنفات ريحية لتوليد الكهرباء، وهناك منشآت تعمل على تركيب الطاقة الشمسية، حيث تقع هذه المشروعات العامة على مساحة 250 دونماً، مؤكداً أن إعادة تأهيل كل المنشآت تكون بخبرات وأيدٍ وطنية.

50 ألف زرعة سنيّة سنوياً
وكشف الحلبي أن أول منشأة تحصل على سجل صناعي في المنطقة الصناعية هي منشأة تصنيع زرعات أسنان، وهي الأولى من نوعها في سورية، يوجد فيها حالياً ١٢ عاملاً من اختصاصات التعويضات السنية والصيدلة وطب الأسنان.
وأكد أن طاقة المنشأة الإنتاجية هي خمسون ألف زرعة سنوياً، وقد دخلت حالياً الإنتاج التجريبي إلى حين حصولها على الترخيص الصحي، وعندها تدخل في الإنتاج النظامي، مشيراً إلى أن هذا الإنتاج يغطي الحاجة المحلية، والفائض منه سوف يصدّر، ومن المتوقع أن هذا الإنتاج الكبير سوف يخفّض الأسعار للنصف، حيث إن الزرع عند الأطباء مكلف جداً في الوقت الحالي.

تصنيع الحليب الطبيعي
للصناعات الغذائية أهمية كبيرة في القنيطرة، أهمها الأجبان والألبان. حسين الصالح مساعد مهندس زراعي- اختصاص إنتاج حيواني، وصاحب منشأة “ثمرات الجولان” للألبان والأجبان، أشار إلى أن المنشأة تأسست عام ٢٠١٦ وتعتمد على استجرار وتصنيع الحليب الطبيعي، عملها متكامل ابتداء من تربية الأبقار في مزرعة تابعة للمنشأة ومرخصة، حيث يستجرّ منها الحليب، ومن مورّدي حليب وفلاحين في المحافظة، ويتم بيع كل المشتقات الحيوانية من ( لبنة- شنكليش – جبنة بأنواعها – سمنة) وطرحها في الأسواق بجودة عالية وبمواصفات مطابقة، ويتم التأكد يومياً من صحّتها من خلال سحب عينات وتحليلها للتأكد من سلامتها.
انخفاض الاستجرار
وأوضح أن الاستجرار انخفض في الفترة الأخيرة كثيراً بسبب قلة الثروة الحيوانية، وارتفاع أسعار الأعلاف، وكذلك غلاء المعيشة عند المستهلكين، حيث كان الاستجرار في السابق يصل إلى 8 أطنان حليب يومياً، بينما في الوقت الحالي لا يتجاوز 3 أطنان يومياً، علماً أن ارتفاع أسعار الحليب ومشتقاته قلّل من الإقبال على الشراء، لذلك كان لا بد من التوسع وإيصال المنتجات لمحافظتي حلب ودمشق من أجل بيع الإنتاج، وبيّن أن نقل المنتجات يكون بسيارات مبرّدة مجهّزة بشكل كامل، منوهاً إلى أنه منذ حوالي سنة تم افتتاح صالة للبيع المباشر في المعمل، وهناك أيضاً توزيع جملة للمحال.

صعوبات
وعن أهم الصعوبات التي تعرقل عمل المنشأة بيّن أن أهمها العقوبات الاقتصادية، التي أثّرت سلباً بشكل كبير، فمثلاً تحديث أي خط للإنتاج في المنشأة هو من الاستحالة بمكان لأنه مكلفة جداً، إضافة إلى صعوبة زيادة عدد سيارات التوزيع، بسبب قلة المشتقات النفطية وارتفاع أسعارها، وكذلك ارتفاع أسعار المواد الأولية.

60 مليون ليرة إيرادات النفايات الصلبة
إعادة تدوير النفايات الصلبة من الصناعات التي دخلت في الخدمة منذ سنوات، وتهدف لتحقيق أكبر قدر ممكن من الإيرادات.. المهندس تيسير سريع مدير إدارة النفايات الصلبة أكد أن هذه المنشأة تم استلامها عام 2012 وأدرجت في الخدمة عام 2015 بمساحة إجمالية 175 دونماً، مقسّمة على: محطة المعالجة البيولوجية من بقايا المواد العضوية، سواء كان الطعام أم الحشائش، وأيضاً المعالجة البيولوجية الهوائية لاستخلاص السماد العضوي، وهناك قسم المعالجة الميكانيكية، مهمته فرز المواد الصلبة القابلة للتدوير، لافتاً إلى أن الكميات تقدر بين 3-4 أطنان شهرياً، وهذا الرقم متواضع، والسبب أن المجتمع الريفي يستفيد من بقايا الطعام سواء لتربية الدجاج أم الأغنام أو الأبقار، بينما المواد الصلبة التي ترد إلى المنشأة هي عبارة عن كرتون نفايات ورقية وأكياس نايلون وجزء بسيط من عبوات المياه الفارغة.
وأضاف: إن إدارة النفايات الصلبة في ظل الظروف التي نعيشها حالياً، اتجهت إلى الاستفادة من بعض ما يمكن الاستفادة منه، يعني تصنيف منشأة إدارة النفايات الصلبة أنها خدمية ذات قطاع إداري وليس إنتاجياً، بينما أبرمنا عقوداً متمثلة بعقود ترحيل مع بعض مراكز «أندوف » الموجودة على أرض محافظة القنيطرة، كاشفاً أن الإيرادات تقدر بـ60 مليون ليرة سنوياً، كما أنه في نهاية 2021 م كان هناك بلاغ من رئاسة مجلس الوزراء بالاستفادة من النفايات الورقية، وتم العمل على هذا الملف وحققنا إيرادات جيدة.

صامدون
أهل القنيطرة على مرّ التاريخ صامدون ودافعوا ببسالة وشجاعة منذ نصف قرن، وما زالوا متمسكين بهويتهم وانتمائهم رافضين الذّل والخضوع.
عند الوصول إلى موقع عين التينة، المكان المقابل لمجدل شمس في الجولان السوري المحتل، تنتابك مشاعر الحزن والألم، فأنت ترى الأجزاء المحتلة تفصلها عشرات الأمتار عن عين التينة، تتخللها أرض مدججة بالألغام وشريط شائك منعاً للاقتراب ولو خطوة واحدة.

أهمية موقع عين التينة
جودت مهدي الطويل مختار بلدة حضر، تحدث للوفد الإعلامي من أمام موقع عين التينة قائلاً: حيث نقف في هذا المكان مقابل مجدل شمس المحتلة، نقف هنا على المثلث (السوري- الفلسطيني- اللبناني)، حيث خلف هذا التل مباشرة توجد مزارع شبعا المحتلة من العدو الصهيوني، متابعاً: هذه الأرض مشبعة ومروية بدماء الشهداء منذ العثمانيين والفرنسيين إلى الكيان الصهيوني المغتصب.
وأضاف الطويل: هناك قرى في الجولان الحبيب، مثل مجدل شمس وعين قنية وبقعاتا ومسعدة، أبى سكانها مغادرة منازلهم منذ احتلالها عام 1967 من العدو الصهيوني، ومن نزحوا قسراً من قبل العدو الصهيوني بقوا متمسّكين بأرضهم وهويتهم.

رسالة من وجهاء القنيطرة
ووجه الشيخ الطويل رسالة عبر الإعلام بأنه مهما طال الاحتلال الصهيوني فإنه سيزول ويندحر، كما اندحر الاحتلالان العثماني والفرنسي بهمة المقاومة، التي كان ولا يزال منبتها الجولان السوري المحتل.

رفض الجنسية الإسرائيلية
وأكد الطويل أن جميع أطياف المجتمع الجولاني من الشيوخ والنساء والأطفال رفضوا الجنسية الإسرائيلية، ولم يقبلوا الهوية الإسرائيلية، بل بقوا متمسكين بهويتهم السورية، ولن يتنازلوا عنها أبداً، مؤكداً أن أهل الجولان قلب واحد ويد واحدة، وهم متجذرون بهذه الأرض، ولن يفرطوا فيها مهما طال الزمن، ضارباً مثلاً أنه في العام الماضي قال أحد الشيوخ: لو قطعوا رأسي أتمنى أن يتدحرج باتجاه دمشق، ما يعني أن أهل الجولان لم ولن يتخلوا عن هويتهم السورية، فالوطن غالٍ والوطن عزيز، وسورية الحبيبة وطننا الأم ولا يمكن سلخ أي شبر من هذا الوطن .
مشروعات خدمية
محافظ القنيطرة معتز أبو النصر جمران، أكد على استقلالية المحافظة، ونقل معظم المديريات التي كانت بدمشق إليها، كما أكد أن المحافظة تشهد نهضة نوعية اقتصادية صناعية وزراعية، سببها إيمان ورسوخ شعب القنيطرة في هذه الأرض وإيصال رسالة للعدو الصهيوني بأنه هو المؤقت ونحن الباقون.
وأشار جمران إلى أن المحافظة نفذت مشروعات عدة للبنى التحتية، مثل الطرق والصرف الصحي والمياه، إضافة إلى التركيز على الجانب السياحي، وهناك خطة لإعادة ترميم بعض الأماكن الدينية، كمقام أبي ذر الغفاري وعدد من الأماكن السياحية بالتعاون مع وزارة السياحة .
وكشف عن مشروع شراء أرض للجامعة لافتتاح فرع سادس لكلية الزراعة، لتأمين جبهات عمل في مجال الزراعة مع توفير كامل المستلزمات لمن يرغب بالاستثمار من المستثمرين أو السكان الموجودين خارج القنيطرة والعودة إليها، مضيفاً: توجد ٣٦٠٠ هكتار تروى من السدود، كما أكد إعادة تفعيل مركز البحوث الزراعية بطرق صحيحة، وإقامة تجارب واختبارات لأنواع القمح (مروي – بعل) وإنتاج أنواع القمح المناسبة .
وختم حديثه بأن العامل البشري هو الأهم، مشجعاً على عودة الأهالي إلى بلدهم القنيطرة، لتنشيط الاقتصاد، ولاسيما في المجال الزراعي، حيث سيتم تقديم استصلاح الأراضي وتمشيطها مجاناً لمن يرغب، لكن بعد أن يتعهد بزراعتها واستثمارها، علماً أن المحافظة تقدم كل التسهيلات والتراخيص للصناعيين خلال ٤٨ ساعة وهو زمن قياسي.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار