مبادرات القرطاسية والألبسة
انطلاقاً من المسؤولية المجتمعية، ومن الظروف المعيشية الصعبة، المحيطة بأبناء الوطن، بادر العديد من المغتربين لمساعدة أهاليهم مع بدء العام الدراسي الجديد، ولم يكشف العديد منهم عن هويته فيما قام من عمل يساهم في تخفيف الأعباء عن أبناء الوطن.
كانت مؤسسة العرين أول من أطلق مبادرة توزيع القرطاسية في اللاذقية، لتتبعها مجموعة من المغتربين السوريين، الذين يشعرون بالواقع الاقتصادي الصعب المثقل كاهل الأسر، نتيجة للحصار الجائر الذي فرضته القوى الإرهابية على الوطن.
الجهود التي بذلت خففت الكثير من الصعوبات على الأهالي، في ضوء الارتفاع الكبير في مواد القرطاسية والمتطلبات المدرسية.
وقد وجهت وزارة التربية مديريات التربية والعاملين في حقل التربية للتخفيف من التشدد في موضوع اللباس المدرسي، وأن تكون المطالبة بمواد القرطاسية في الحدود الدنيا، من دون أي مبالغة مراعاة لظروف الناس، فهل تفعل إدارات المدارس ذلك، وتلتزم بالتوجهات مراعاة لظروف الناس الصعبة.
نسوق اليوم بعض المبادرات التي تدل على حرص أبناء الوطن على الوقوف إلى جانب أهاليهم، وما أحوجنا لذلك، وأهمية الاستمرار في هذا الإطار، من منطلق الانتماء والجذور التي يلتصق بها أبناء الوطن في بلاد الاغتراب.
بكلفة ٣٠ مليوناً تم توزيع القرطاسية في بلدة المشنف من قبل مجموعة من المغتربين على 900 طالب وطالبة (دفاتر عربي وإنكليزي كل مرحلة حسب حاجتها وأقلام أزرق وأحمر ورصاص وممحاة ومبراة وعلب هندسة وعلب تلوين).
وتكفل أحد المراكز التعليمية الخيرية في قرية ريمة حازم بتقديم 32 مليوناً، لشراء جميع الدفاتر والقرطاسية كاملة لكل طلاب مدارس القرية، وعددها ٣ مدارس وفيها نحو ٨٠٠ طالب وطالبة.
مغترب آخر تبرع لتأمين القرطاسية المدرسية لأكثر من ثلاثين أسرة، وسبق له إعفاء المستأجرين لديه من أجور الشهر التاسع، وآخر تبرع بـ 13مليون ليرة ونصف المليون لشراء اللباس المدرسي والقرطاسية لأبناء قريته شعف، ومبلغ مادي لكل طلاب المرحلة الإعدادية والثانوية القاطنين في القرية.
وتكفل آخر بتوزيع قرطاسية بقيمة 25 مليون ليرة على نفقته إلى ١٣٠٠ طالب وطالبة في ثلاث مدارس ابتدائية ببلدته المزرعة في ريف السويداء.
وكانت لفتة كريمة من شقيقات ثلاث من قرية عين قنية بتقديم القرطاسية مجاناً لطلاب مدرسة الشهيد أنيس حامد للتعليم الأساسي حلقة أولى في قرية بارك ومدرسة الشهيد حسن السمان للتعليم الأساسي حلقة أولى في قرية الحقف.
إن هذه الغيرة المجتمعية والتعاضد بين أبناء الوطن المغتربين وأهاليهم تعكس عمق الارتباط بالوطن والتعلق به، ومباركة الجهود التي تعمل من أجل بناء الوطن ومساعدة أبناء الوطن.