تراجع كبير في زراعته في حماة.. هل يلحق محصول التبغ بالشوندر؟
تشرين- محمد فرحة:
لم يعد الأمر خافياً على أحد ولا يحتاج إلى براهين بأنّ زراعة محاصيلنا تتراجع والشمس لا يُحجب نورها بغربال، ومَن يقول عكس ذلك فهو لا يدري وغير مطلع أو يكابر، فقد بدأت القصة بمحصول الشوندر الذي لم يوجد حتى الآن مَن يشتريه مُجفّفاً مقطعاً، وكان قد سبقه محصول القطن الذي لم يعد يُزرع كما كان قبل سنوات، وكان فائض التصدير سمة من سمات زراعته.
جديدنا اليوم محصول التبغ الذي بدأ بداية قوية هنا في محافظة حماة عامة ومنطقة سهل الغاب خاصة، ومع ازدهار زراعته وتنامي المساحات، لم يزرع هذا العام كما كان في السنوات الماضية، وهكذا كرّت السُبحة .
فها هي معامل الغزول توقفت عن العمل ومعامل الزيوت والمحالج وجميعها تعمل لمصلحة الغير أليس هذا دليلاً ساطعاً؟
وبالعودة إلى عنوان موضوعنا فقد أكد رئيس شعبة تبغ الغاب عبد الرحمن فضل أنّ قرار وزارة الزراعة بمنع زراعة التبغ في الخطة الصيفية قد أثر كثيراً في زراعة المحصول، كاشفاً أنه محروم من السقاية من خط الري الرئيسي (شقة الألمان) في سهل الغاب، ومن لا يمتلك بئراً خاصة ويكون مقتدراً لا يستطيع زراعة المحصول.
وتطرّق رئيس شعبة تبغ الغاب إلى أنّه تمّ ترخيص فقط ما بين ٤ أو ٥ آلاف هكتارات هذا العام، في حين كانت العام الماضي أكثر من ٩ آلاف هكتار، رغم أنّ مؤسسة التبغ تقدم الكثير من المستلزمات المطلوبة للمحصول، زد على ذلك رغبة المزارعين بزراعة المحصول حقيقة.
وأنهى فضل حديثه بالإشارة إلى أنّ ارتفاع أسعار التكلفة أيضاً يعدّ سبباً، ومع كل ذلك تبقى كلمة الفصل للمزارعين يزرعون أو لا يزرعون!؟
بالمختصر المفيد كم هو مؤسف ومحزن ونحن نرى تراجع زراعتنا بهذا الشكل المتسارع، وهي عمود اقتصادنا القوي والمتين، فالمشكلة في سوء التدبير، وعدم دعم هذا القطاع الذي يتصف بمسألتين عن كل ما يماثله في دول العالم، وهما الجودة والنكهة.. فهل نرى محصولاً آخر قد بدأ يخبو؟ كل الدلائل تشي بذلك وكل الخوف أن يكون محصول القمح.