الحدائق العامّة في طرطوس بحاجة ملحّة إلى الضّمير الجمعيّ وثقافة الحفاظ على الممتلكات العامّة..

تشرين- نورما الشّيباني:

تعاني الحدائق العامة في طرطوس الكثير من المشكلات التي يرتبط بعضها بتقصير الجهات المشرفة عليها، والكثير منها بتعدي المواطنين وعدم إدراكهم لفداحة تخريب هذه الحدائق أو عدم الاكتراث بنظافتها..

وخلال جولة قامت بها “تشرين” لرصد ما تتلقّاه هذهِ الحدائق من عناية وما تعانيهِ من إهمال، فإنّ أوّل ما يسترعي الانتباه هوَ الحالة السّيئة لصنابيرِ المياه في هذهِ الحدائق وما تسبّبهُ من هدرٍ كبيرٍ للثّروة المائيّة، في وقتّ تعاني فيهِ معظم مناطق المحافظة من قلّة المياه،”تشرين” وثّقت حالة الصّنابير وكمّيّة الهدر في الحدائق عامّة وفي حديقة الفردوس خاصّة، حيثُ كمية هدر المياه كبيرة سببُها وجود رجل يعاني عدّة أمراض يتواجد في الحديقة بشكلٍ يوميّ منذُ سنوات عدّة، تاركاً صنبورَ المياه مفتوحاً على مدارِ اليوم في ظلّ غياب حارس الحديقة، إضافةً إلى قيام سكّان المنطقة المحيطة بالحديقة بغسلِ سيّاراتهم كلّ يوم جمعة من مياه الحديقة، وهدر كميات كبيرة في عمليّة الغسل هذه.

كما رصدت “تشرين” حالة متردّية للنّظافة حيثُ تنتشرُ القمامة والأوساخ مشوّهةً جمال الحديقة ووجهها الحضاريّ مؤثّرةً سلباً في الصّحة والذّائقة العامّة، وكم نحتاجُ هنا إلى حضور الضّمير الجمعيّ للحفاظ على ممتلكاتنا العامّة ونظافتها، بالتّعاون مع عمّال النّظافة وحرّاس الحدائق انطلاقاً من مبدأ النّظافة مسؤوليّتنا جميعاً جهات معنيّة ومجتمعاً أهليّاً.

من جانبٍ آخر ولكون الحدائق متنفّساً الفقراء حيثُ لا تكبّدهم زيارتها مصروفاً فوقَ طاقتهم وتعطيهم مجالاً مريحاً للتّنزّه والتّرويح عن النّفس بأقلّ التّكاليف.

وثّقت “تشرين” ظاهرة انتشار الاستثمارات في هذهِ الحدائق، تلكَ الظّاهرة الّتي تستدعي السّؤال.. مَن المسؤول عن إعطاء التّراخيص لهذهِ الاستثمارات؟ حيثُ لم تعُد الحديقة تؤدّي الغاية الّتي وُجِدت من أجلها.

في هذا الصّدد التقت “تشرين” رئيس قسم الحدائق في طرطوس، علي محمود، الّذي أوضحَ أنَّ عدد الحدائق في طرطوس هوَ ٤٥ حديقة عامّة بينَ متوسّطة وصغيرة وثلاث حدائق كبيرة هيَ حديقة الباسل، وحديقة الطّلائع، وحديقة ٦ تشرين، كما أشارَ محمود إلى أنّهُ تتمّ متابعة الأعطال بشكلٍ يوميّ من خلال ورشة صحّيّة متخصّصة تعمل على إصلاحها، وأنَّ ما نعانيه هوَ ضعف ثقافة الحفاظ على المال العامّ، حيثُ تتعرض الحدائق للتّخريب والسّرقة من قِبل ضِعاف النّفوس.

كما أفادَ محمود بشأن مشكلة هدر المياه في حديقة الفردوس، بأنّهُ تمّ تبديل الصّنبور ووضع صندوق وقفل تعرّضا للكسر مرّات عدة.

وعن آليّة ضبط الحدائق ومنع ضِعاف النّفوس من العبثِ بها، أشارَ محمود بأنّ هناكَ ضابطة عدليّة موجودة في الدّائرة تقوم بتنظيم الضّبوط للمخالفين، لكن في الحدود الدّنيا حيثُ نظّمت ١٨ضبطاً.

أمّا بالنّسبة للاستثمارات في الحدائق فإنّهُ تمّ إلغاء كلّ التّراخيص ضمنَ حديقة الباسل وحاليّاً يتمّ العمل لإعطاء تراخيص لإشغال الأكشاك الملحقة بدورات المياه.