زوج في المنزل وزميل في العمل.. إيجابيات وسلبيات لعمل الزوجين في المكان نفسه

تشرين- دينا عبد:

نصادف في بيئة العمل أزواجاً يعملون مع زوجاتهم في المكان نفسه ، ولطالما كان السؤال المراد طرحه: هل يؤيدون أم يعارضون العمل مع أزواجهم أو زوجاتهم في البيئة نفسها ؟ وهل الظروف هي التي تجبرهم على فكرة قبول العمل مع الشريك في المكان نفسه ؟
تقول ريما التي تعمل مع زوجها في المكان نفسه: يبدو الأمر ممتعاً للوهلة الأولى وقد يفرح كل اثنين أو ربما يكونان محسودين على فرصة التواجد معاً أطول وقت ممكن، وربما يتمنى أي اثنين لو كانا مكانهما؛ حيث إنّ العمل مع الأزواج في المكان نفسه يسوده جو من الألفة والاحترام، لكن هل ما نراه من تفاهم وانسجام يعكس الواقع حقاً؟
وتشير ريما إلى أنّها واحدة من النساء اللواتي يرفضن بشدة أن يعملن مع أزواجهنّ في المكان نفسه ، لعدة أسباب أهمها أنّ الأمر سيكون مملاً، أي روتين في المنزل والعمل، إضافة إلى أني لو كنت في المكان نفسه سأفتح على نفسي باب الثرثرة والتدخل في خصوصياتي، خاصّة أنني أخشى أن تنتقل الخلافات المنزلية إلى العمل.
أما عامر الذي يدرِّس مع زوجته في الثانوية نفسها فيقول: لا يعرف الكثيرون طبيعة علاقتنا لأنها رسمية جداً، أناديها آنسة حنان وتناديني أستاذ عامر، وقلّما يحصل بيننا احتكاك في قاعة الأساتذة، ويشير إلى أنّه ليس من المعيب أن تعمل معي زوجتي في المكان نفسه ، ولكن كما تعلمون نحن في مجتمع لا يحترم الخصوصيات، ولا حتى العلاقات الاجتماعية لذلك سوف أستقيل بمجرد أن أجد البديل مكاني لأنني لا أريد أن تتأثر علاقتي بزوجتي أو بأبنائي، فنحن متفاهمان على أساس أنّ أمور العمل في المدرسة وأمور الأبناء والأسرة في المنزل، وبمجرد خروجنا من باب المدرسة نضع كل أمورها جانباً من دون الحديث عنها اليوم التالي.

باحثة اجتماعية: تواجد الأزواج في بيئة العمل نفسها نقطة حساسة للكثيرين والبعض يعدّه إيجابياً

اختصاصية الصحة النفسية د. غنى نجاتي ترى من وجهة نظرها أن وجود الشريكين في بيئة العمل نفسها لها أوجه إيجابية وسلبية مثلها مثل الأمور النسبية في الحياة؛ فلا يوجد شيء إيجابي بالمطلق ولا سلبي بالمطلق؛ فأغلب حالات الارتباط التي نراها اليوم تكون نتيجة تعارف في بيئة العمل؛ فمن التأثيرات الإيجابية تصبح لديهم ذكريات مشتركة وتقدير لتعب بعضهم بعضاً وأصدقاء مشتركون وتوافر المواصلات في حال كانت لديهم وسيلة نقل فلا يضطر الزوج في الذهاب لأكثر من منطقة.
أما التأثيرات السلبية فد يصبح لدى الشخص حالة ملل نتيجة وجودهما في المنزل والعمل؛ وهذا ما لا تعدّه نجاتي تأثيراً سلبياً، لأن التعود بطبيعة الحال حالة إيجابية.
بدورها الباحثة الاجتماعية أسمهان زهيرة تعدّ أن تواجد الأزواج في بيئة العمل نفسها نقطة حساسة للكثيرين، والبعض يعدّها إيجابياً من خلال تفهمهم لمتطلبات الوظيفة؛ حيث يمكن أن يساعد أحدهما الآخر في الصعود إلى السلم الوظيفي، الأمر الذي يسهم في الإحساس بالآخر عندما يتأخر عن العمل مثلاً أو عندما يترافق عمله بظروف صعبة؛ وكذلك بالتقليل من الإحساس بالذنب عندما تزداد متطلبات العمل؛ ولكن يعدّه الآخرون زيادة في الروتين، ومزيداً من الملل وعدم وجود فرصة للجلوس مع بعضهم؛ إضافة إلى الاستياء والمنافسة غير الصحية في العلاقة بينهما في حال ارتقاء أحدهما من دون الآخر أو عندما تتوافر فرصة تعوق المسيرة المهنية للآخر؛ وقد يترافق لدى البعض إحساس بالاعتماد على الآخر بشكل مفرط.
وعن المشاعر السلبية بيّنت زهيرة أنّها حاضرة في العلاقات الزوجية، وخاصة في حال عدم تساوي الراتب؛ وعندما يتعلق الأمر بالمقارنة بالنجاحات المالية فيكون الشجار المتكرر سيد الموقف – التنافس المفرط- إيذاء المشاعر باستمرار- الغضب- التوتر- الغيرة المهنية ما يؤدي إلى المشاجرة المتكررة، والتنافس على حساب الأسرة، كما قد تنتقل الخلافات العائلية إلى العمل وتصبح الخصوصية متاحة لجميع المعارف؛ ولكن البعض يرى الأمر عادياً في حال الفصل بين العلاقات الزوجية والعمل ويعدّون الأمر ممتعاً ومسلياً ودافعاً للشعور بالأمان والاطمئنان.
ومن وجهة نظر زهيرة فمن الضروري الابتعاد قدر المستطاع عن تواجد الشريكين في بيئة العمل نفسها ؛ لأن تواجدهما في المنزل والعمل يخلق جواً يسوده الضجر والملل، وقد تكون نتيجته الانفصال، أما إذا اضطرا للعمل معاً فلابدّ من وجود حدود؛ زوج في المنزل؛ وزميل في العمل؛ حيث إنّ معاناة الزملاء الأزواج أكثر من سعادتهم وتواجدهم، كذلك فالقرب المفرط له تبعات تؤثر في الجوانب النفسية للطرفين، وبالتالي تتضرر العلاقة الزوجية والمهنية؛ لذا لابدّ من التفكير بكسر روتين الحياة كأن يجتمعان معاً بعيداً عن هموم العمل ومشاكله.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
أميركا تعود إلى مسار «اليوم التالي» بمقايضة ابتزازية.. و«كنيست» الكيان يصوّت ضد الدولة الفلسطينية.. المنطقة مازالت نهباً لمستويات عالية المخاطر مع استمرار التصعيد شهادتا تقدير حصاد المركز الوطني للمتميزين في المسابقة العالمية للنمذجة الرياضية للفرق البطل عمر الشحادة يتوج بذهبية غرب آسيا للجودو في عمّان... وطموحه الذهب في آسيا مسؤول دولي: أكثر من ألف اعتداء إسرائيلي على المنشآت الصحية في قطاع غزة برسم وزارة التربية.. إلى متى ينتظر مدرسو خارج الملاك ليقبضوا ثمن ساعات تدريسهم.. وشهر ونصف الشهر فقط تفصلنا عن بدء عام دراسي جديد؟ إعلان نتائج انتخابات مجلس الشعب للدور التشريعي الرابع.. القاضي مراد: الانتخابات جرت بإشراف قضائي كامل بدءاً من الترشيح وحتى إعلان النتائج السفير الروسي في لبنان: لا يمكن لأي بنية مدنية أن تكون هدفًا لنزاع مسلح وروسيا التزمت بذلك ما الغاية والهدف من إقامة معسكر تطوير مهارات كرة السلة للمواهب الواعدة ؟ "لوثة" تنعش سوق الاستطباب الخفي في سورية.. اضطراب تشوه صورة الجسد حالة نفسية تلاحق الجنسين..والنتائج غير حميدة ترامب ومؤيدو بيتكوين.. العملات الرقمية مخزن للقيمة وأداة للتحوط ضد الاضطرابات السياسية