في أوّل تعاونٍ بينهما.. أمسية أدبيّة لفرعي اتحاد الكتّاب والصحفيين في طرطوس

تشرين- ثناء عليان:
في تعاون يبدو أنه الأول بينهما أقام فرع طرطوس لاتحاد الكتّاب العرب بالتعاون مع فرع اتحاد الصحفيين في المحافظة أمسية أدبية بمشاركة الزميلتين سعاد سليمان ورشا النقري، والأدباء سعاد محمد، ناصر هلال، مفيد أحمد، وقدم الأمسية الزميل الإعلامي محمد عمران.
بدأت الأمسية بقصائد من الشعر الحداثي الذي تجيده الأديبة (سعاد محمد) عضو اتحاد الكتاب العرب، وفيها طرحت موضوعات عاطفية ووجدانية مستخدمة مهاراتها في التصوير والتعبير التي لقيت كل الترحيب والإصغا، وارتقت بالذائقة الفنية لدى المتلقين، وأثبتت من خلال حسن اختياراتها وأسلوبها الموحي والماهر في الإلقاء الشعري، تفوق قصيدة النثر على ما عداها من أشكال شعرية.. وقدمت الزميلة سعاد سليمان نصين قصصيين من مجموعتها الأولى (نور ونار)، عادت بالأولى في الذاكرة إلى الريف ومشاهد القرية المختزنة في الذاكرة لتثير الحنين إلى الماضي، وعالجت موضوع الهجرة إلى المدينة طلباً للعمل، وفي قصتها الثانية انتقدت الأعراف البالية والظلم الذي تعانيه المرأة الشرقية مطالبة بالمساواة بين المرأة والرجل.
بدوره، قدم الروائي والشاعر ناصر هلال مقطوعات شعرية متنوعة رشيقة في الأسلوب، هادفة وموفقة في اختيار المضامين وطرح الأفكار، وتناول الغزل والحب والصراع بين الشباب والشيخوخة، وتمني الرجوع بالزمن إلى الوراء لاحتضان لحظات الفرح الهاربة، وتميز بعض مما طرحه الشاعر بخفة ظل وبروح فكاهية أحياناً وجادة أحياناً أخرى.أما الزميلة رشا النقري فقدمت باقة جميلة من النصوص قاربت الخواطر أحياناً والقصة القصيرة أحياناً، وكانت نصوصها معبرة عن الواقع الخدمي المتدني خلال سنوات الحرب، وبعض الأفكار الخاصة إضافة إلى لوحات من قصة ليلة والذئب التي طورتها الأديبة، فتعددت أشكال الذئاب والرموز التي توحي بها، واختارت نصوصها من كتبها المتنوعة.
ومسك الختام كان الأديب مفيد أحمد الذي قدم نصاً قصصياً متكاملاً في الأسلوب وفي الموضوع، برزت من خلال قصته (مر عليه الزمن)، وفيها تصوير جيد للأزمات النفسية والمادية والصحية التي خلفتها الحرب في سورية على الجرحى، ومنها الشلل وفقدان الأطراف، والبحث عن لقمة العيش في الظروف الشاقة التي عاناها حتى جرحى الجيش بعد التسريح، وذلك في مشهد إنساني اجتماعي عاطفي مؤثر..
وفي ختام الأمسية شكرت رئيسة اتحاد الصحفيين في طرطوس عائدة ديوب فرع طرطوس لاتحاد الكتاب العرب على الاستضافة، ورئيس مكتب الإعداد على الإشراف على النشاط ورعايته، كما شكرت الأدباء المشاركين على جهودهم وإسهاماتهم المشرفة للنهوض بالأدب بأفضل شكل، وتمنت تكرار المبادرة، وأبدت التجاوب الكامل لتجديد التعاون مع فرع طرطوس لاتحاد الكتاب العرب في إظهار مواهب الزملاء الإعلاميين إلى النور.
بدوره أكد الشاعر منذر يحيى عيسى رئيس فرع طرطوس لاتحاد الكتاب أن فرع طرطوس يعمل بتوجيهات المكتب التنفيذي على رعاية المواهب الشابة في النادي الخاص بالشباب، ومن خلال التعاون مع مؤسسات الدولة ومنظماتها الشعبية في جعل الأدب حاجة حضارية وفي متناول الأجيال، وشكر حضور ورعاية رئيس مكتب الإعداد الفرعي لأنشطة الاتحاد.
وفي كلمة للرفيق سمير خضرعضو قيادة فرع طرطوس لحزب البعث العربي الاشتراكي – رئيس مكتب الإعداد والثقافة- تمنى فيها التوفيق والنجاح للأدباء، وأثنى على ما قدموا من إبداع جميل ولافت، وأشار إلى جاهزية مكتب الإعداد الفرعي لاحتضان أي مبادرة تعاونية أدبيّة.