مبادرات جمعية رواد البيئة في جرمانا تعكس الألفة والمحبة
تشرين – أيمن فلحوط:
ترسيخاً لأهمية الحفاظ على البيئة والنظافة العامة، ولتحقيق الوعي المجتمعي البيئي في هذا الإطار بالتشارك مع المجتمع المحلي، كثفت جمعية رواد البيئة في مدينة جرمانا من نشاطاتها المتعددة التي بدأتها بمعرض للزهور لم يقتصر على النباتات فقط، بل شمل فعاليات ثقافية وفنية متعددة، وأتاح الفرصة للأطفال لتعلم الرسم والفنون المختلفة في حديقة رواد البيئة.
وجسد المعرض، وفقاً لرئيس الجمعية شادي ضو، حالة رائعة من التعاون والعطاء ونكران الذات في التغلب على حالة اليأس المسيطرة على واقعنا، من خلال إدخال البهجة إلى قلوب الناس، ونثمن في هذا الإطار كل الجهود والفعاليات التي شاركت في نجاح فعالية معرض الزهور والأنشطة التي نقوم بها، وسنبقى معاً يداً بيد في العمل البيئي التطوعي لإنجاز المزيد، بما فيه الخير للجميع.
زراعة الزيتون والحمضيات
توجهنا بعد المعرض لسد الفراغات التي تركها في حديقة كرم حديد، وهي مقر جمعيتنا، بزراعة الأشجار المثمرة بدلاً من الحراجية، فزرعنا 85 شجرة من الحمضيات والزيتون، وكذلك نباتات الزينة، التي لا تأخذ أحجاماً كبيرة في المساحات المتوافرة، وستكون البداية 
باتجاه بقية حدائق مدينة جرمانا، ونتطلع لتكون بمستوى الحديقة البيئية في مدينة دمشق بجانب قلعتها.
ووصل عدد أعضاء الجمعية إلى 150 عضواً، وحرص مجلس الإدارة على العمل التشاركي مع الأعضاء والأهالي، ليأخذ كل دوره في الحفاظ على البيئة ونظافة المدينة، فكانت الدعوة لقيام المنتسبين بالمناوبة اليومية بمعدل 3-4 من المنتسبين في الجمعية، بدءاً من مطلع الأسبوع الحالي، ليكونوا بين رواد الحديقة، للحث على عدم عبث الأطفال بالمزروعات الجديدة من جهة، ولتوعية الناس بأهمية الحفاظ على الحديقة والبيئة والنظافة العامة من جهة ثانية، خاصة أنها الوحيدة حالياً المفتوحة في المدينة، وموقعها وسط المدينة بالقرب من مجلسها.
أفلام بيئية
يضاف إلى ذلك، عمدنا إلى إطلاق منصة ثقافية تقدم كل 15 يوماً عرضاً سينمائياً في الهواء الطلق من خلال أفلام بيئية توعوية للصغار والكبار، لتكون متنفساً آخر كما كان معرض الزهور، الذي اعتمد إقامته بشكل سنوي.
وستكون هناك نشاطات توعوية بالتعاون مع لجان الأحياء والجمعيات في المدينة خاصة في فصل الصيف، نظراً لزيادة القمامة وتأثير العصارة الناجمة عن الحاويات، التي تسبب الأوبئة الخطرة للناس.
مديرة الشؤون الاجتماعية في ريف دمشق: النشاطات تعزز اللحمة بين الأفراد وتؤمّن مساحة لرؤية الطبيعة الخلابة
يعزز اللحمة الاجتماعية
مديرة الشؤون الاجتماعية في محافظة ريف دمشق فاطمة الرشيد في حديثها لـ«تشرين» بينت أهمية معرض الزهور والنشاطات البيئية في حياة الناس لكونها تعزز اللحمة الاجتماعية بين الأفراد، وتؤمّن لهم رؤية الطبيعة الخلابة بما يقدمه القائمون على الجمعية في نطاق الحفاظ على البيئة من برامج توعوية وإرشادية، ونحاول في المديرية مساعدتهم على تحقيق ذلك، بما يتوافر لدينا في هذا الإطار، وكذلك للجمعيات الخيرية والمجتمع الأهلي، لنهيئ بيئة صحية تساهم في الحفاظ على صحة المواطنين.
تفاعل الأهالي
طبيب الإنسانية المعروف في مدينة جرمانا وخارجها على مستوى الوطن الدكتور إحسان عز الدين أشاد بالخطوة المقدمة من جمعية رواد البيئة في الحفاظ على البيئة، وإقامة أنشطة تفاعلية تخدم الهدف العام للجمعية، وبالتفاعل الكبير من أهالي مدينة جرمانا في متابعة المعرض وفعالياته كلها طوال فترة إقامته وفي أنشطته التي ما زالت مستمرة، وكان آخرها زراعة أشجار الزيتون والحمضيات ونباتات الزينة.
منصة ثقافية لعرض أفلام توعوية عن البيئة والنظافة العامة
واقع النظافة
ورأى مدرس مادة التاريخ المتقاعد المعروف في مدارس جرمانا وفي محافظة ريف دمشق رشيد الزيلع أن المعرض شكل فرصة مهمة لإخراج الناس من الواقع المعيشي الصعب الذي لا يرضي أحداً في كل المجالات، وأقله واقع النظافة في الطرقات العامة وغيرها، على أمل أن يشكل المعرض حافزاً للمعنيين لمعالجة القصور الحاصل في ميدان الحفاظ على النظافة والبيئة بشكل عام، مستفيدين مما قدم في المعرض من عروض على المستويات كلها للنهوض بالواقع البيئي، نظراً لانعكاساته على حياتنا بشكل عام.
عروض لأطفال التوحد
وتحدثت مديرة مركز ملائكة الجنة لعلاج أطفال التوحد والاستشارات النفسية والتربوية دعاء عماد، عن نجاح الأطفال في تقديم بعض الأعمال اليدوية في المعرض، وتقديم قطع جميلة من نتاجهم، فأطفال التوحد لديهم قدرة كبيرة على التركيز، ويعملون بتقنية عالية في الرسم والزينة.
معرض للكتاب وفن تشكيلي
وأشار مدير دار سين للثقافة والنشر والإعلام أيهم صقر إلى مشاركة الدار في جناح خاص بمعرض الكتاب العربي في الهواء الطلق في حديقة رواد البيئة، مبيناً أنها المشاركة الثالثة للدار، وأضيف إليها هذا العام معرض للفن التشكيلي بمشاركة عدد من الفنانين، ليصبح معرضاً جماعياً.
رئيس الجمعية: نشاطات توعوية بالتعاون مع لجان الأحياء والجمعيات تجاه القمامة والعصارة المسببة للأوبئة الناتجة عن مخلفات الحاويات
وتنوع معرض الكتاب في العناوين الثقافية والأدبية والسياسية والاقتصادية والدينية، وبعض الترجمات والكتب التراثية.
وكان اهتمام الحضور للمعرض في هذه المدينة الجميلة منصباً على عالم الرواية، كما عمدنا لإقامة قسم خاص للإعارة، بشروط ميسرة وسهلة، لمساعدة القارئ والباحث الذي لا يستطيع شراء الكتب في ظل ارتفاع أسعارها، وقسم خاص لاستقبال الكتّاب والمؤلفين للطباعة والتداول والنشر والتوزيع.
وأشارت الفنانة تغريد الشيباني إلى مشاركتها في المعرض بلوحتين أدخلت فيهما الفن العجمي، وإظهار الخطوط الأساسية في الحياة، وهناك لوحات أخرى في التصوير الزيتي تتعلق بالإنسان والإنسانية وماذا يحتاج وربطه بالتاريخ، فالفن يرتبط دائماً بالأصالة والتاريخ القديم.
وتحدثت الفنانة بسمة ركاب عما قدمته في المعرض حول الفن العثماني القديم، الذي كان يقدم في السجون، لتعلم الصبر والتحمل معتمداً على استخدام الخيوط وتالياً الابتكار في طريقة التعامل مع الخيط.
النباتات الطبية
في ركن آخر من المعرض كان المهندس الزراعي هشام ملاعب يعرّف الزوار بأهمية النباتات الطبية، بعد إعداده قائمة يتم توزيعها مجاناً على قاصدي هذا الجناح، وقد حدد أسعاراً رمزية لمن يريد اقتناء تلك النباتات في منزله أو حديقته، من دون أن يبخل بالشرح والإجابة عن تساؤلات الجميع، خاصة أن النباتات الطبية هي أساس علم الأدوية، والطبيعية منها نادراً ما تسبب أي آثار جانبية.