“كهرباء درعا” تعاني نقصاً حاداً بالعمالة والتدخل السريع بتدعيمها ضرورة ملحة

تشرين – وليد الزعبي:

لطالما شكل تسرب الكوادر الوظيفية وخاصة الخبيرة منها هاجساً لدى معظم الجهات العامة، حيث إنها تخلف منعكسات سلبية كثيرة على واقع أداء العمل وتقديم الخدمات للمواطنين، وبالنظر إلى طبيعة الأعمال في شركة كهرباء درعا فإنه لا يمكن التأخر بمعظمها أو تأجيلها، بل تحتاج إلى تدخل فوري بالمعالجة كالأعطال الطارئة إن كان على مستوى المحطات أو مراكز التحويل أو على مستوى الشبكات بمختلف أنواعها وصولاً لاشتراكات المنازل أو الفعاليات التجارية والصناعية، والتي يتكرر حدوثها نتيجة الأحمال الزائدة والأضرار الكبيرة التي لحقت بالمنظومة الكهربائية خلال سنوات الحرب وتطلبت كميات هائلة من المواد لإعادة التأهيل، كما احتاجت إلى يد عاملة كثيرة وخبيرة وجهود مضنية، فيما أعمال تلافيها لا تزال تستكمل إلى اليوم.

وبهذا الصدد أكد رئيس نقابة عمال الكهرباء والاتصالات في اتحاد عمال درعا زياد عرار وجود عوز شديد في عمالة شركة كهرباء درعا، وتأثير ذلك سلباً على واقع سير العمل في مختلف المفاصل فيها، لافتاً إلى أن عدد العاملين في الشركة تراجع من ١١٨٠ عاملاً عام ٢٠١١ إلى ٦٣٢ الآن وهو لا يزال مستمراً في التراجع.

وأشار إلى أنه يتبع للشركة ٣٠ ورشة طوارئ وصيانة تتوزع على امتداد رقعة المحافظة، وهي تعاني حالياً نقصاً كبيراً بعامليها إلى درجة أن معظمها لا يوجد فيه سوى عامل واحد هو نفسه عامل مقسم وسائق وفني إصلاح وكل شيء بالورشة، ويتحمل نتيجة ذلك عبئاً ثقيلاً لضغط العمل المطلوب لجهة أعمال إصلاح الأعطال والصيانة التي يلح المشتركون بطلب تنفيذها ولا تعنيهم مسوغات عدم كفاية العمال، علماً أنه يتم لتدارك ذلك النقص الاستعانة بأفراد من المجتمع المحلي لتنفيذ أعمال إصلاح الأعطال، وكذلك يوجد في المحافظة ١٠ محطات تحويل تتوزع في كل من الصنمين وجاسم ونوى والشيخ مسكين والعجمي ودرعا والحراك والمسيفرة وخربة غزالة وبصرى، وطواقم عملها تعاني أيضاّ نقصاً شديداً.

وبيّن أن الأمر لا يقتصر على الورشات والمحطات بل يأتي على مفاصل العمل الأخرى في الشركة، ولا سيما الإدارية والمالية والضابطة العدلية والمشتركين والدراسات وغيرها، حيث تعاني هي الأخرى من تراجع في عدد عامليها إلى حدّ يربك أداء العمل، ويتسبب أحياناً في تأخر إنجاز معاملات المراجعين والذي قد يخلف لديهم أحياناً ردات فعل غير محمودة النتائج.

وكشف رئيس النقابة أن المسابقة المركزية التي تمت في الفترة الماضية لم تسعف بسد ولو الحد الأدنى من النقص الحاصل في العمالة ضمن الشركة، مشيراً إلى أن العدد الأكبر من المتقدمين والناجحين كانوا من الإناث، وهو ما لا يتناسب وطبيعة الأعمال الميدانية في ورشات الطوارئ والصيانة، وكذلك في محطات التحويل التي تتطلب في أكثر جوانب العمل فيها دواماً ليلياً وجهداً جسدياً مثل صعود الرافعات والأعمدة والأبراج، وتنفيذ أعمال تحتاج إلى قوة بدنية لا قدرة لدى معظم الإناث عليها.

وحذر عرار من أنه إذا ما استمر الحال على ما هو عليه من تراجع الكوادر بمقابل عدم تعويضها، فإن شركة كهرباء درعا قد تصل بعد فترة من الزمن إلى حدّ العجز على صعيد الكوادر، الأمر الذي سيكون له نتائج سلبية لا تحمد عقباها على واقع العمل والعمال، مطالباً بضرورة النظر بإيجاد السبل الملائمة لرفد الشركة بالأعداد المناسبة من العاملين بأسرع وقت ممكن.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
"الزراعة" تناقش الخطة الزراعية المقبلة: وضع رقم إحصائي ومراجعة بروتوكول إنتاج بذار القمح والترقيم الإلكتروني لقطيع الثروة الحيوانية برنامج ماجستير تأهيل وتخصص في التنمية المجتمعية بالتعاون بين الجامعة الافتراضية السورية ومؤسسة التميز التنموية إطلاق أول اجتماع لشرح آليات تنفيذ دليل التنمية الريفية المتكاملة في طرطوس وزارة الداخلية تنفي ما يتم تداوله حول حدوث حالات خطف لأشخاص في محلة الميدان بدمشق على خلفية مشكلة خدمة دفع الفواتير عبر الشركة السورية للمدفوعات.. "العقاري": السبب تقطع في خطوط الاتصال وتم الحل المشهد الأميركي- الانتخابي والسياسي- يتخذ مساراً تصاعدياً بعد محاولة اغتيال ترامب.. لماذا إقحام إيران؟.. بايدن يُمهد لانسحاب تكتيكي ويلمح إلى هاريس كـ«رئيسة رائعة» أول تجربة روسية للتحكم بالمسيرات عبر الأقمار الصناعية تربية دمشق استقبلت نحو 17 ألف اعتراض 42 ضابطة مائية في دمشق.. والمياه تسرح لغسيل السيارات وتبريد الشوارع! ضريبة التأخير.. غياب المجبول الإسفلتي يعرقل ويوقف تنفيذ «طريق حرير» مصياف -حمص