خلال كلمة لها أمام المنتدى الرفيع المستوى حول الحوكمة العالمية لحقوق الإنسان.. شعبان: الديمقراطية أصبحت غطاء لحروب الدول الغربية وسيطرتها على أنحاء متفرقة من العالم
أكدت الدكتورة بثينة شعبان المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية أن الدول الغربية روجت على مدى عقود من الزمن للديمقراطية المذكورة في قواميسها فقط، فيما أصبحت هذه الديمقراطية غطاء لحروب تلك الدول وسيطرتها على أنحاء متفرقة من العالم.
وأوضحت الدكتورة شعبان خلال كلمة لها أمام المنتدى الرفيع المستوى حول الحوكمة العالمية لحقوق الإنسان افتراضياً والمنعقد في الصين أن الغرب خلق بعد الحرب العالمية الثانية فكرة أنه هو القوة الوحيدة التي قضت على النازية، متجاهلاً دور الاتحاد السوفييتي في ذلك الوقت الذي ضحى بأكثر من 20 مليوناً من مواطنيه من أجل أن يهزم هذا الشر، ومنذ ذلك الوقت ووسائل الإعلام الغربية والنظم التعليمية تحاول إظهار الاتحاد السوفييتي سابقاً وحلفائه كأعداء للحرية.
وأشارت إلى أن وسائل الإعلام الغربية حاولت إظهار الدول الغربية على أنها الوحيدة التي تعنى بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وقالت: “بما أن بريطانيا وفرنسا القوى الاستعمارية وأيضاً الولايات المتحدة التي كانت ولا تزال أكبر القوى العسكرية، فإنه من السهل عليهم إدخال مفاهيمهم إلى عقول ملايين الناس في جميع أنحاء العالم بتكرار دعايتهم عن الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، بينما هم في الوقت نفسه يقومون بقتل ملايين الناس في كل أنحاء العالم”.
ولفتت الدكتورة شعبان إلى أن الغرب وبعد تفكك الاتحاد السوفييتي وسيطرة الولايات المتحدة على العالم عسكرياً وأخلاقياً وفكرياً روج للديمقراطية المذكورة فقط في قواميسه، حيث أصبحت تلك الديمقراطية غطاء لحروب الغرب وسيطرته، وأن أي حوكمة أخرى لهذا المفهوم ليس لها أي أهمية، مشيرة إلى أنه حتى في وكالات الأمم المتحدة فإن معظم مفاهيمها وطرق عملها تأتي من المصادر الغربية.
وقالت الدكتورة شعبان: مع قدوم القرن الحادي والعشرين بدأت تتغير الأمور ببطء ولكن بثبات، لسببين الأول هو أن حروب أمريكا في أفغانستان والعراق ومن ثم تدمير ليبيا من قبل الناتو، ودعم سياسة الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، جعلت الناس تفكر بحقيقة ما يقوم به الغرب، والسبب الثاني صعود الصين والخطاب البديل لروسيا الذي بدأ يظهر وخاصة بعد العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، وبعد ظهور مجموعة بريكس ومنظمة شنغهاي، ومعظم الناس في العالم بدؤوا يجدون البدائل عن الخطاب الغربي والمنظمات الغربية.
وأشارت إلى أن الرئيس الصيني قدم خطاباً متفاعلاً يدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان التي هي جوهر المحتوى الثقافي والتاريخي والحضاري والتي تتعارض مع الديمقراطية الليبرالية، وبهذا العمل أضعف الرئيس الصيني مفاهيم الديمقراطية الليبرالية أو على الأقل برهن أن المقياس الواحد لا يناسب الجميع.
ولفتت الدكتورة شعبان إلى أن الغرب بدأ يتخذ خطوة عدوانية وخطيرة جداً ليعيد هيمنته على العالم، من خلال محاولة تغيير البشرية، تحت ذريعة حقوق الإنسان، مؤكدة أن مسألة حقوق الإنسان يجب أن تتم حمايتها بجدية وبشكل حقيقي.
وقالت: “هناك فئة اجتماعية هشة وضعيفة معرضة للعدوان الغربي، هي فئة الأطفال، وهي غير قادرة على صنع قرارها، والأطفال هم ضحايا الغرب، وإن إدخال مناهج حول الجنس بدءاً من مرحلة رياض الأطفال إلى الابتدائية يشكل خرقاً كبيراً لحقوق الأطفال الذين يجب أن يعيشوا طفولتهم دون إكراه أو تعريضهم لأفكار وقرارات هم بالتأكيد ليسوا قادرين على اتخاذها”.
وشددت الدكتورة شعبان على أن التوجه الآن في الغرب هو أكثر خطورة من كل الحروب السابقة، لأنه يستهدف الإنسانية وموجه ضد فئة هشة وضعيفة، داعية إلى اتخاذ موقف جماعي لحماية الأطفال من الأفكار الغربية المسمومة.