دورة الألعاب العربية وطموحاتنا

تبقى النوافذ الرياضية الخارجية فرصاً ثمينة لإظهار القدرات الرياضية وإثبات الحضور الرياضي الدولي والعالمي للرياضيين الذين ينتظرون هذه الفرص بكثير من الاهتمام والترقب ليشاركوا فيها ويقدموا ما عندهم من إبداعات ومواهب وقدرات يعدّونها مميزة، ومن حقهم أن يفاخروا بها أمام نظرائهم الرياضيين، وباعتبار أن هناك استحقاقاً رياضياً بإطار دولي ونكهة عربية سيقام قريباً في شهر حزيران القادم يتمثل في انطلاق دورة الألعاب العربية بنسختها الخامسة عشرة في مدينة وهران الجزائرية والتي ينتظرها الرياضيون بفارغ الصبر، فإن الأمل قائم ويلوح في الأفق لأبطالنا الرياضيين للمشاركة فيها لكونها تمثل المحطة الرياضية المميزة والمنتظرة لرياضيي الدول العربية، وطبعاً بلدنا الحبيب سورية من ضمن تلك الدول، والسؤال هنا: أين نحن من هذا الاستحقاق الرياضي القادم ؟…وهل حضرنا أنفسنا وقبلها رياضينا للمشاركة في هذه الدورة؟..وما نسبة جاهزيتنا وثقتنا بأنفسنا لخوض منافسات كهذه على المستوى العربي والقاري والتي تضم أميّز اللاعبين الرياضيين وأفضلهم في الدول العربية؟ وعندما يكون هناك استحقاق رياضي هام على الأبواب فمن الواجب والمنطقية أن تتخذ له مجموعة من الاستعدادات والعديد من التدابير والإجراءات التي ترتفع فيها مؤشرات الاهتمام به ووتيرة العمل والمتابعة للمعنيين بالأمر بالتوازي مع تنشيط وإقامة الفعاليات الرياضية التي تخدم طبيعة المشاركة وتفاصيلها تهيئة واستكمالاً لدخول رياضيينا المنافسات القادمة بكل ثقة وتمكن..فهل نحن بكامل جاهزيتنا؟ وهل سنلمس تحولاً إيجابياً بالإعداد لهذا التحدي؟ ..لا شك في أننا مررنا بظروف استثنائية انعكست على الإنتاجية الرياضية على المستوى المحلي والدولي، ولكن وفي الوقت نفسه هناك إنجازات رياضية في بعض الألعاب الفردية ترفع لها القبعة وهذا مؤشر إيجابي ويمكن أن يبنى عليه، وقد يكون هو الأساس الذي اعتمد في اختيار الألعاب الرياضية التي ستشارك في هذه الدورة العربية القادمة في الجزائر على اعتبار أن النوعية والتميز في بعض الألعاب سيفرض نفسه وينعكس نجاحاً في المحصلة على حساب الكم أي الاهتمام بالنخبة الرياضية، نتمنى من جميع المعنين قيادة رياضية ومؤسسات وأندية ورياضيين أن يكون هاجسهم الأوحد هو محبة وتطور البلد وأن يبذلوا قصارى جهدهم لتقدمه وإعلاء سمعته وصورته في أرجاء المعمورة من خلال المشاركة الوطنية والمسؤولة في هذه الفعاليات والاستحقاقات الرياضية الدولية والعالمية، وضرورة استثمار الوقت المتبقي لانطلاق فعاليات الدورة العربية بالشكل الأمثل والذي نضمن فيه التميز والحضور على المستوى العربي وصولاً إلى العالمية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار