إشاراتٌ من هذا الموسم!!

(١)
يُسجل للفنان عابد فهد دوره الملفت في شخصية “جساس” في المسلسل – تحفة الدراما السورية، وواسطة عقدها- (الزير سالم)، وبعد هذا المسلسل، يبدو أن كل ما قدمه لا يعدو سوى تنويعات، فقد بقي فيها كلها عابد فهد وحسب.. بمعنى دوره في شخصية (جساس) في كفة، وكل ما قدمه بعد ذلك في كفةٍ أخرى..
(٢)
النص، هو اللبنة الأولى في أي عمارة إبداعية، ولا سيما تلك التي تعتمد على جهد فريق، كالأغنية، أو العرض المسرحي، وكذلك الفيلم السينمائي، وأخيراً المسلسل التلفزيوني.. واللافت أنّ الأخير أكثر ما يعانيه كان دائماً النص الجيد.. ولا سيما مع توافر المخرج الناجح، والممثل ذي الخبرة العالية، فيما النص بقي تلك “القطبة المخفية” المحيرة في جسد هذه الدراما..
(٣)
قدم هذا الموسم من الدراما إشارة أخرى لافتة، وهي إنه ليس بحشد (النجوم) دفعةً، يُمكن أن تحصل على عملٍ ناجح.. فعلى سبيل المثال لم ينفع مسلسل “خريف عمر” – المثنى صبح-، توافر أربعة نجوم يجسدون بعض شخصياته، ورغم ذلك أشير هنا إلى ممثل في هذا المسلسل يلفت إليه الانتباه للمرة الثانية بعد مسلسل (كسر عضم) – رشا شربتجي، علي معين صالح- في موسم الدراما السابق، وهو الفنان إياد عيسى، (قصي) في مسلسل (خريف عمر)..
(٤)
إذا ما أخذنا مقياساً مسلسلي: (مقابلة مع السيد آدم، وخريف عمر)، فإن فرع الأمن الجنائي لدينا، دائماً بعميد رئيس فرع وضابطين أقل منه رتبة.. سمة رئيس الفرع الثابتة: معصب، متوتر، نزق، ونازل بهدلة بالضابطين.. أو أن الشباب كتّاب السيناريو لدينا عم “يغشوا” وينقلوا عن بعض!!

(٥)
يكاد أمر المنافسة أن يكون محسوماً هذا الموسم بين ثلاثة مسلسلات: الزند – ذئب العاصي، النار بالنار، والعربجي، والتي يذهبُ كلٌ منها مذهباً مختلفاً، وإن كانت الكفة – على ما يبدو- راجحة صوب مسلسل (الزند)، وأظن أن (٧٥%) من أسباب هذا الرجحان تجسيد النجم تيم حسن ل(عاصي) الشخصية الرئيسة في المسلسل الذي أظنه حصل على أكبر نسبة جدل بين مسلسلات الموسم..

(٦)
رغم كل ما سبق؛ فإنّ الملمح الأهم لدراما هذا الموسم؛ أنها كانت دراما يُطمأن إليها، مع أنه تمّ حصرها في مسلسلات البيئة الدمشقية إلى البيئة الساحلية، إلى الاجتماعي، فيما افتقد الموسم للدراما التاريخية، ولا يمكن اعتبار دراما البيئة دراما تاريخية، لأنها نحت باتجاه الفنتازيا التي تفتقد للوثيقة التاريخية.. كما افتقد هذا الموسم الأعمال التي تُشكّل مُعادلاً للحرب على سورية، ربما شاهدنا لها صدى بعيداً في مسلسل (النار بالنار) فقط.. أيضاً افتقد هذا الموسم للكوميديا، وكأن الكوميديا السورية توقفت عند (ضيعة ضايعة)..
هامش:
………….
قبل أن
يلمَّ الضوء؛
تعالي
نتجاذب أطراف هذا الليل،
ضمةٌ لكِ وضمةٌ لكِ،
قبلةٌ لكِ وقبلةٌ لكِ.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار