إشادة عربية بدور سورية القومي تجاه الأشقاء العرب… إيثار حتى في أحلك الظروف
تشرين- أيمن فلحوط :
كلمات الشكر والتقدير لسورية كانت هي الأغلى على قلوب أبناء الوطن، وهم يسمعونها من أشقاء لهم، من المشاركين في الاجتماع الرباعي لوزراء الزراعة العرب في ختام الاجتماعات التي عقدت بدمشق الفيحاء بفندق الداما روز، وتوجت بتوقيع مذكرة التفاهم والتعاون في المجال الزراعي بين وزراء الزراعة في كل من دمشق والعراق ولبنان والأردن.
وزير الزراعة اللبناني الدكتور عباس الحاج حسن قالها بصراحة:
” ساعدونا حتى النخاع لتأمين البذار”
زرعنا 15 ألف دونم في الأراضي اللبنانية بالقمح، ومشكورة سورية ومنظمة أكساد لتأمين البذار اللازم للزراعة، وكان وزير الزراعة السوري المهندس محمد حسان قطنا على تواصل معنا عبر خط ساخن حتى الساعة الثانية ليلاً لتجاوز المعوقات، لأن الوقت للزراعة كان حرجاً جداً ولا يجوز التأخير في وصول البذار… القمح الذي زرعناه.. شراكة سورية- لبنانية حقيقية، وما سنزرعه في المستقبل حكماً سيكون كذلك.
القمح السوري إلى الأردن
غير بعيد عن كلام وزير الزراعة اللبناني كان حديث مدير مديرية الاتفاقات والتعاون الدولي في وزارة الزراعة الأردنية المهندس عمر بشير اللحام، حين استذكر حادثة تاريخية، مذكراً كيف لبّت سورية نداء الأردن في اليوم التالي لطلب القمح، بعد أن توجه رئيس مجلس الوزراء الأردني آنذاك لنظيره السوري، متمنياً تلبية حاجة الأردن من القمح كي لا يدخل في دوامة العوز في ضوء احتمال تأخر بواخر القمح المتعاقد عليها بالوصول إلى الأردن، أو جنوحها في البحر، وهو ما حصل بالفعل حين جنحت بواخر القمح كما يذكر التاريخ، فكانت الاستجابة السورية في اليوم التالي بوصول القمح السوري إلى الأردن، وإنقاذه من خلو مخازنه من مادة القمح.
أضاف اللحام: نحن دولة واحدة إن كان في فلسطين أو الأردن أو لبنان أو سورية أو العراق، ونحن ضحية.. قسمتنا الخطوط، لكنها لم تقسم القلوب، فنحن على قلب واحد.
والأردن تأثر بالأزمة السورية فعانى من الحصار، لأن جميع الحدود كانت مغلقة، إن كان مع سورية أو العراق وفلسطين، ولم يكن أمامنا سوى طريق البحر، وقبل الأزمة في سورية كنا نصدّر عن طريق معبر باب الهوى الدولي في سورية في عام 2009 أكثر من 1.2 مليون طن من الخضار إلى أوروبا عبر تركيا وهنغاريا، لتتراجع خلال فترة الأزمة إلى 380 ألف طن فقط.