أوراق البنتاغون: جرائم الإدارة الأمريكية مستمرة!!

‏مضى على تسريب أوراق البنتاغون أكثر من 50 عاماً، هذه الأوراق التي شكلت (التاريخ السري) للحرب الأمريكية على فيتنام، والتي تسبب تسريبها باحتجاجات شعبية أمريكية ضد الحرب في فيتنام. وبلغ عمر من سرّبها (دانيال إلسبيرغ) اليوم 91 عاماً ومازال يخشى على العالم من الأسلحة النووية الأمريكية، وخاصة أنه عاين لجوء الإدارة الأمريكية إلى التهديد بها أو الشروع باستخدامها مراراً. وفي لقاء صحفي أجري معه الأسبوع الماضي ألمح إلسبيرغ إلى عمق تخوفه من وجود الأسلحة النووية بأيدي إدارات لا تقيم وزناً لمستقبل البشرية و تتصف بسوء سلوكها السياسي كما وجدت المحكمة العليا في قضية أوراق البنتاغون

‏في العام ١٩٧١ عندما أحس إلسبيرغ بفظاعة ما يقوم به الجيش الأمريكي في فيتنام. وعندما شعر بكم العار والحقد الذي سيجلبه ذلك على أمريكا قرر تسريب أوراق البنتاغون التي كانت تحت يديه كموظف في البنتاغون. فسرّبها إلى صحيفتي نيويورك تايمز و واشنطن بوست وقامت قيامه المجتمع الأمريكي ضد الإدارة الحاكمة. فتم سوقه إلى القضاء. وما كان من المحكمة العليا إلّا أن أعلنت (سوء سلوك الإدارة الأمريكية) كنتيجة لهذه القضية. ورغم إنه اتهم وفق قانون مكافحة التجسس، أي اتهم بالتجسس فقد حكمت المحكمة العليا له بالبراءة بسبب سوء سلوك الإدارة السياسي والعسكري ورجحت المحكمة يومها حق حرية الصحافة بالتعبير وفق التعديل الأول من الدستور و بّرأت إلسبيرغ في العام ١٩٧٣ وبهذا أدينت الإدارة الأمريكية بما كانت ترتكب في فيتنام

‏منذ أن بدأ ‏إلسبيرغ العمل في مؤسسة راند التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، كان همه خطر الأسلحة النووية على البشرية، واليوم يقول إنه في السنوات السبعين الماضية عمدت الإدارة الأمريكية إلى التهديد بالسلاح النووي تماماً، كما يهدد سارق البنك بالمسدس حتى لو لم يضغط على الزناد فقد استخدمه لتحقيق سرقته. ويذكر إلسبيرغ أن الإدارة الأمريكية في العام ١٩٥٨ كادت ستستخدم السلاح النووي ضد الصين إثر أزمة في خليج تايوان، وإضافة إلى السلاح النووي بيد الإدارة يذكر إلسبيرغ أنه في بدايات عمله كان يضع عنواناً لكل ملف من ملفات سلوك الإدارة ويضعها على الرفوف حوله في المكتب. وهذه العناوين : (إبادة جماعية- تعذيب- مذبحة- إرهاب- قصف المدنيين) وعندما زارت خطيبته هذا المكتب ورأت حوله هذه العناوين وملفاتها قالت مستنكرة: كيف أتزوج رجلا يعمل مع إدارة ترتكب مثل هذه الأعمال؟؟!!

‏لمنع تسريب و فضح مثل هذه الوثائق أنشأت الإدارة الأمريكية ما سمته (نظام الحماية) من التسريب والذي يصفه إلسبيرغ بأنه (نظام لحماية المسؤولين و الإدارات الأمريكية من المحاسبة على أخطائهم وإخفاقاتهم وجرائمهم) وربما بسبب هذا النظام سيصبح صعباً – كما يرى إلسبيرغ – خروج أشخاص مثله ليفضحوا ويسّربوا حقائق ما تقوم به الإدارة الأمريكية في العالم وخاصة في منطقتنا، ولكن وكما تدل البعرة على البعير، فإنّ الجريمة والإرهاب تدلان على المجرم الإرهابي. في السياسة الأمريكية باتت مفضوحة من دون تسريب وثائق، وجرائمها تدل عليها سواء في العراق أو أفغانستان أو فلسطين أو سورية . . ألخ وكلها بمنزلة أوراق بنتاغون فاضحة ومتجددة …وكلها تقول: إنّ جرائم الادارة الأمريكية مستمرة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار