نقابة المهندسين في طرطوس تختتم دورة تدريبية لدعم الخبرات الهندسية في مواجهة الزلازل
تشرين – ريانة اسماعيل:
تختتم اليوم الدورة العلمية الهندسية التي أقامها فرع نقابة المهندسين بطرطوس– قسم الهندسة المدنية واستمرت مدة ثلاثة أيام تحت عنوان
” تدعيم المباني والمنشآت على الزلازل ” وذلك على مدرج فرع نقابة المهندسين في طرطوس.
وكانت الدورة قد بدأت مع محاضرة للدكتور المهندس أديب أعرج بعنوان ” التشققات الناتجة عن الحمولات الزلزالية في الأبنية الخرسانية المسلحة والأبنية الحجرية” أنواع الشقوق والعيوب التي تصيب الخرسانة وأسباب هذه العيوب، واستعرض عيوب التصميم والتنفيذ، وعرض بعض حالات الشقوق الناتجة عن الانعطاف والقص وكذلك الناتجة عن عزم الفتل، وكذلك آليات انهيار الجدران الحاملة وتأثير القوى الأفقية والشاقولية، واستعرض تصنيف المباني ضمن فئات حسب الخطورة الهندسية والعديد من المواضيع الأخرى المهمة.
ثم محاضرة عن ” المعاينة والكشف السريع للمباني الخرسانية المسلحة المتضررة بالزلزال” للدكتور المهندس سهيل الجنزير، تحدث خلالها عن الواقع الذي حصل نتيجة الزلزال واللجان الهندسية والكشف السريع وإعطاء الرأي العاجل وتحديد درجة الضرر للمباني وتقييم المخاطر الإضافية، والتصنيفات للمباني المتضررة…كما تحدث عن دور المهندس الخبير في التقييم، واستعرض الخطوات وفق الاستمارة النموذجية المعتمدة، وأشار إلى النظام العمراني والخطر من الأبنية المتلاصقة وضرورة تحديد مصدر الخطر والضرر، وأشار إلى ضرورة إعادة التقييم لكل الأبنية حتى التي صمدت من أجل تفادي الأضرار اللاحقة.
وألقى الدكتور المهندس نبيل عدس محاضرة بعنوان “أنواع التشققات في المباني”
تحدث فيها عن الشدة الزلزالية في المناطق التي تعرضت للزلزال والتأثير الحاصل لها، وأشار إلى تفصيل القوى الزلزالية المطبقة على الأبنية وفق الطوابق كما أشار إلى قيم التصميم على الزلازل في سورية، وعرض بعض حالات التشقق الناتجة عن القوة الزلزالية في عناصر المبنى وتأثير تكبير الفتحات على المبنى، أيضاً أشار إلى التشققات القصية فوق الأبواب.
و في اليوم الثاني من الدورة ألقى الدكتور المهندس سهيل الجنزير محاضرة بعنوان “حالات التدعيم” عرض خلالها حالات لأبنية سكنية وتجارية وصناعية متصدعة في بعض عناصرها الإنشائية، واستعرض خطوات الدراسة الأولية قبل التدعيم بحيث يتم التوصيف الدقيق مع رسم المسقط الأفقي للبناء القائم ومن ثم إعادة دراسة المنشأة بشكل دقيق ورسم مخططات تفصيلية لكل عنصر متضرر سيجري تدعيمه مع ذكر وشرح للخطوات التنفيذية الواجب اتباعها بحيث يسهل على المنفِّذ والمشرف إجراء عمليات التدعيم المطلوبة بشكل دقيق.
وأشار إلى أنه يجب إجراء تجارب على البناء القائم وإجراء الفحص الدقيق للعناصر القديمة بحيث يتم تلافي وتدارك الأخطاء القديمة.
كما استعرض حالة تدعيم لبناء قديم مؤلف من جدران حجرية حمَّالة حيث يجب المحافظة على سلامة الجملة، واستعرض مفهوم التصميم المؤقت لتدعيم الأعمدة المتضررة باستخدام أجنحة جدارية وقدَّم شرحاً تفصيلياً لكل حالة.
وكانت المحاضرة الثانية للدكتور المهندس أديب أعرج بعنوان: ” طرق ومواد التدعيم” وتضمنت المحاضرة التدعيم المؤقت للأبنية، العناصر الإنشائية الضعيفة في البناء خلال الزلزال، المواد المستخدمة في التدعيم، إصلاح وتغذية العناصر القديمة، معالجة الشقوق الحاصلة، معالجة صدأ الحديد وفولاذ التسليح في الأعمدة والجدران، الاستبدال التام للأجزاء المتضررة من الأعمدة ، تدعيم الجدران المتضررة ، و أشار إلى الفرق بين التدعيم والتدعيم المؤقت وهو ضروري للتقليل من الأضرار التي تؤمن سلامة العاملين.
واستعرض بعض الصور مع حالات التدعيم بحيث يتم تدعيم العناصر الشاقولية أولاً وتحديد موضع الخطورة، كما استعرض المحاضر طريقة تدعيم الجدران الحجرية والخرسانية الحاملة، وطريقة استخدام التصفيح المعدني، وتطرق إلى طريقة تدعيم القبة الحجرية مستعرضاً القوى التي تتعرض لها القبة ومن ثم طريقة التدعيم.
و تناولت المحاضرة الثالثة التي ألقاها الدكتور المهندس نبيل عدس بعنوان “طرق تدعيم العناصر البيتونية باستخدام القمصان البيتونية والألياف الكربونية”
استعرض المحاضر خلالها الطرق التقليدية للتدعيم، والتدعيم ضد الزلازل بإضافة عناصر معدنية تُثبت أفقياً وشاقولياً بحيث يتم دراستها وربطها مع العناصر القديمة لتقوم بنقل الحمولة .
واستعرض طرق التدعيم بالألياف الكربونية والزجاجية التي تستخدم في تطويق كافة عناصر البناء بعد دراسة كفايتها ومعالجة القسم القديم، وعرض بعض الصور لحالات التدعيم مع الشرح لكل حالة.
وتطرق إلى طريقة تقوية الانعطاف وتقوية القص وطريقة تدعيم البلاطات الظفرية.
كما تطرق إلى أنواع الصفائح المستخدمة أحادية الاتجاه وثنائية الاتجاه، وقدَّم بعض الأمثلة لتدعيم جدران قصية.
تم فُتح بابٌ للنقاش وطرح الحضور أسئلةً واستفساراتٍ مهمة و مقترحات، وأجاب المحاضرون عليها بالشرح والتفصيل وذلك لإغناء الدورة ، وإضفاء روح التفاعلية.
و عن هذه الدورة قال نقيب المهندسين حكمت إسماعيل لصحيفة ” تشرين” بأنها مبادرة من النقابة وهي دورة علمية مهنية للمهندسين ؛ ولكنها ليست إلزامية، تزيد من خبرة المهندس وتتناول جانبين الأول : الزلزال وتأثيراته على المباني، والثاني: تدعيم الأبنية المتضررة من الزلازل .
وأضاف إسماعيل: هذه المحاضرات هي نتاج خبرات لخبراء مهندسين ، ولديهم خبرة 40 سنة في هذا المجال.
و عبّر عدد من المهندسين الذين حضروا الدورة عن القيمة العلمية الموجودة فيها، وعن سعادتهم بالمشاركة، واستفادتهم من الخبرات العلمية المهمة بالنسبة لهم، بالإضافة لشهادة الحضور في نهاية الدورة.