ما مقدار وقت الفراغ الذي تحتاجه لتشعر بالسعادة؟
تشرين:
توصلت الأبحاث إلى أن الحصول على القليل من وقت الفراغ أو المزيد منه لا يؤدي إلى حالة أفضل دائماً، كما أن الانشغال بالعمل والالتزامات الإنتاجية الأخرى من شروق الشمس إلى غروبها يمكن أن يسبب الإجهاد والتوتر وبالتالي يقلل من الشعور بالسعادة، مما يدفع إلى طرح سؤال حول مقدار وقت الفراغ الأمثل الذي يمكن أن يؤدي للشعور بالسعادة؟
وفي دراسة جديدة سعى باحثون إلى الحصول على إجابة لهذا السؤال من خلال مسح عشرات الآلاف من المشاركين وجمع البيانات حول كيفية قضاء أوقات الفراغ ومدى الشعور بالسعادة, وكشفت نتائج الدراسة عن ثلاث نقاط رئيسية:
1. إن قضاء أقل من ساعتين من وقت الفراغ في اليوم يسبب الكثير من التوتر بما يؤثر على الشعور بالسعادة، و توصل فريق البحث إلى أن الحصول على أقل من ساعتين في اليوم من وقت الفراغ لم يكن كافياً للشعور بالسعادة،إذ أبلغ المشاركون، الذين لا يتاح لهم أكثر من ساعتين من الوقت التقديري يومياً، عن معاناتهم من زيادة التوتر، مما يعني أنهم كانوا ببساطة مشغولين للغاية بعدة أمور، وبالتالي لا يتمكنون من تحقيق أقصى قدر من سعادتهم.
2. إن قضاء أكثر من 5 ساعات من وقت الفراغ في اليوم يؤدي إلى عدم الشعور بالإنتاجية، مما يقلل من السعادة، ومن المثير للدهشة أن الحصول على الكثير من أوقات الفراغ لا يعد كلمة السر للولوج إلى عالم السعادة، حيث يستمد الأشخاص إحساساً معيناً بالسعادة من كونهم منتجين وينجزون المهام، ويتلاشى هذا الشعور بالبهجة عندما يقضي المرء طوال اليوم مسترخياً، وإن التمتع بوفرة من أوقات الفراغ يقوض السعادة بسبب الملل.
3. خلص الباحثون إلى أن هناك جانبين مهمين عندما يتعلق الأمر بكيفية قضاء وقت فراغ جيد، أولهما، عندما يتم استخدام وقت الفراغ بطرق أكثر إنتاجية، مثل ممارسة رياضة جماعية أو التطوع لعمل اجتماعي خيري، فإن خمس ساعات أو أكثر يومياً يمكن أن تحافظ على السعادة أو حتى تعززها.
أما الجانب الآخر فهو أن هناك تأثير إيجابي مماثل للتواصل مع الآخرين أثناء وقت الفراغ، بخاصة وأن قضاء الشخص خمس ساعات أو أكثر من وقت الفراغ بمفرده يمكن أن يعيق شعوره بالسعادة.
ومن المثير للدهشة أن نتائج الدراسات أفادت بأن المزيد من الاسترخاء خلال أوقات الفراغ لا يكون دائماً خياراً أفضل، وأن الحصول على ساعتين أو أقل من أوقات الفراغ يومياً يعد مقداراً قليلاً للغاية، في حين إن وقت فراغ لخمس ساعات أو أكثر في اليوم ثبت أنه أكثر من اللازم، وما بين أكثر من ساعتين وأقل من خمس ساعات يمكن أن يكون مقداراً مناسباً.